الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

على محادثات الدوحة للسلام..تتوقف حياتي !

تاريخ النشر: 28 سبتمبر, 2020

بقلم: أسد الله هارون، غوانتنامو ISN 3148
لقد كنت أراقب تقدم مفاوضات الدوحة للسلام وكأن حياتي تعتمد عليها، فمن الممكن جدًا أن يحدث ذلك. بعد كل شيء، أنا آخر أفغاني “معتقل بلا قيمة” (NVD) في خليج غوانتانامو، وهناك أفغاني آخر هنا من بين 40 معتقلاً – محمد رحيم – لكنهم يقولون إنه “معتقل ذو قيمة عالية”. لا أعرف لماذا يقولون ذلك، لأنه لم يتم اتهامه بأي جريمة. كان هناك 207 (معتقل أفغاني بلا قيمة)، لكن عاد منهم 206 إلى منازلهم، ولم يتبق سواي. إنهم حتى لا يتظاهرون بأنني ذو أهمية: يُقال إنني “أسير حرب” (POW)، لكن جريمتي كانت أنني نشأت في مخيم للاجئين تابع لحزب الإسلامي (HIA) في باكستان.
أ

برم حزب الإسلامي اتفاقية سلام مع الحكومة الأفغانية في سبتمبر 2016، وبالنسبة لأي شخص قرأ اتفاقيات جنيف، فهذا يعني أنه سيتم إرسال أسير الحرب إلى وطنه في الحال، ولكنني معتقل هنا فقط لأنني سقطت سهوًا. ثم قام الرئيس دونالد ترامب بنشر تغريدة قائلاً إنه سيكون “قاسيًا” ولن يُطلق سراح أي شخص على الإطلاق من غوانتانامو، سواء كان مذنبًا أو بريئًا. لكنه الآن يريد اتفاقية سلام، وهم يصرون على أن تُطلق الحكومة الأفغانية سراح الآلاف من أفراد طالبان، وأن على طالبان إطلاق سراح الآلاف من جنود الحكومة الأفغانية، لذا لا يبدو أن مطالبة الولايات المتحدة بالإفراج عن الأفغاني الغريب أمرًا مبالغًا فيه. بعد كل شيء، فقد احتجزوني لمدة 13 عامًا ولم يأتوا أبدًا بأي دليل لتوجيه الاتهام إلي.
لقد سمعت أنباء عن موافقة الولايات المتحدة على إطلاق سراح الأفغاني الحاج بشير نورزاي. والذي حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 2009 بتهمة تهريب الهيروين من تلال بلادي وصولاً إلى أمريكا، حيث يُعرف باسم “بابلو إسكوبار الشرق الأوسط”. نظرًا لأن أفغانستان ليست في الشرق الأوسط، فإن فهمهم للجغرافيا ضعيف بعض الشيء، لكن طالبان تريده في الوطن، بينما يرغب ترامب في أن يكون قادرًا على القول بأنه يُنهي الحرب. أراهن أن ذلك لن يحدث حتى4 “الرابع” من نوفمبر، اليوم التالي للانتخابات، لأن هذه هي الطريقة التي تتم بها هذه الأمور. سوف يبرمون اتفاقية سرية حتى يتمكن ترامب من الاستمرار في التصرف وكأنه رجل قوي.
ودائمًا ما أكون سعيدًا عند عودة أحدهم إلى عائلته، لذلك أتمنى له التوفيق. أشك في أن الحاج بشير قد حصل على قدر كبير من العدالة، على الرغم من أنه صعب في بعض الأحيان، فقد التقى طواعية مع الأمريكيين لمناقشة سبل وقف تمويل الإرهاب، لكن بعد احتجازه لمدة 11 يومًا عادوا عن اتفاقهم وخطفوه فعليًا. بعد قولي هذا، على الأقل كان لديه ما يشبه المحاكمة.
أنا وضعي يائس جدًا، لذلك قررت أنه ليس لدي أي خيار: يجب أن أُضرب عن الطعام كاحتجاج سلمي. كان وزني 175 رطلا في أفغانستان، أنا الآن وصلت إلى 110 رطل، ما يعني أن ثلث جسدي قد نجا بالفعل من البؤس هنا. وسرعان ما سيشرعون في اصطحابي إلى كرسي التعذيب وإدخال أنبوب في أنفي. أعلم أن هذا صعب للغاية ومؤلِم، لكن علي أن أفعل شيئًا. أنا لا أحتج على أحد، أنا لا أسعى سوى للعدالة، فكل إنسان له ضمير يبحث عن العدالة.
إنهم لا يحترمون احتجاجي هنا. إنهم يرفضون حتى تسميته إضرابًا عن الطعام، رغم أن ذلك كان احتجاجًا قديمًا يعود إلى زمن غاندي، إنهم يصرون على أنه “صوم غير ديني”، وهذه إهانة لمبادئي.
هذا الأمر له عواقب طبية خطيرة، فأنا أشعر بالدوار طوال الوقت. وقد تعرضت للضرب على رأسي بشكل متكرر عندما تم اختطافي في البداية، لذا فإنني حاليًا أفقد توازني حتى عندما أجلس على سريري. كما أنني أعاني من مشاكل في الذاكرة وألم في العين وصداع دائم. إن الطبيب هنا يخشى بالفعل من أن أكون مصابًا برأسي وأن الأمر يزداد سوءًا، ويقول إننا نحصل على نفس معاملة الجنود. أشعر بالأسف تجاههم إذا كان هذا هو الحال بالفعل، لكني أخبرته أنه لا ينبغي أن يقارنني بهم، لأنهم موجودون هنا منذ شهر أو شهرين فقط، لكنني في عامي الرابع عشر. إذا كانوا يعانون من ألم ما، يمكنهم الذهاب إلى الولايات المتحدة. أما أنا، فإذا كانت لدي مشاكل، فلا يمكنني العودة إلا إلى زنزانتي.
صحيح أنني قد أموت هنا، لكنني آمل في العودة إلى المنزل لإعالة والديّ المسنين وزوجتي وابنتي البالغة من العمر 13 عامًا – التي لم أرها منذ أن كانت طفلة أحملها بين يدي. لا أريد أن أجوع نفسي حتى الموت، أو أن أفسد صحتي، لكن سجني هنا استمر لفترة طويلة. لذلك علي أن أفعل شيئًا، فربما، مع تقدم مفاوضات السلام، لن تُنسى محنتي.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع