دعت هيومن رايتس ووتش إلى إنهاء الممارسات الوحشية بحق المرضى العقليين، مثل التكبيل بالسلاسل أو الحبس في أماكن ضيقة لأسابيع وشهور وحتى سنوات، ودعت الحكومات إلى الاعتناء بالمرضى النفسيين.

وقالت إن تكبيل الأشخاص الذين لديهم حالات متعلقة بالصحة العقلية “ممارسة وحشية منتشرة، وسر مكشوف في عديد من المجتمعات”.

وأضافت أنه “يمكن أن يقضي الناس سنوات مقيدين بالسلاسل بالأشجار، أو محبوسين في قفص أو حظيرة للأغنام لأن العائلات تكافح لتتدبر أمرها والحكومات لا تقدم خدمات الصحة العقلية الكافية”.

ويتحدث تقرير “العيش في الأغلال: تكبيل ذوي الإعاقات النفسية-الاجتماعية في العالم”، عن التقييد القسري للأشخاص الذين لديهم حالات نفسية، في كثير من الأحيان من قبل عائلاتهم في منازلهم، أو في مؤسسات مكتظة وغير صحية، بسبب وصمة العار ونقص خدمات الصحة العقلية.

ووفق التقرير يضطر كثيرون إلى الأكل، والنوم، والتبول، والتغوط في المساحة الصغيرة نفسها. وفي المؤسسات التي تديرها الدولة أو المؤسسات الخاصة، ومراكز العلاج التقليدية أو الدينية، غالبا ما يُجوّعون ويجبرون على تناول الأدوية أو الخلطات العشبية، والخضوع للعنف الجسدي والجنسي.

ويتضمن التقرير أبحاثا ميدانية وشهادات من فلسطين، واليمن، ودولة أرض الصومال المعلنة من جانب واحد، وأفغانستان، بالإضافة إلى إندونيسيا، وبوركينا فاسو، وجنوب السودان، وسيراليون، والصين، وغانا، وكمبوديا، وكينيا، وليبيريا، والمكسيك، وموزمبيق، ونيجيريا.

وأطلقت هيومن رايتس ووتش مع مناصري حقوق الصحة النفسية ممن مروا بتجارب عملية، ومنظمات حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب في جميع أنحاء العالم حملة عالمية تحت عنوان (#اكسروا_القيود) لإنهاء تكبيل الأشخاص الذين لديهم حالات متعلقة بالصحة العقلية، قبل انطلاق برنامج “اليوم العالمي للصحة النفسية” في العاشر من الشهر الجاري.

وبحسب المنظمة، يقدر أن 792 مليون شخص في العالم، (1 من كل 10 أشخاص، من بينهم 1 من كل 5 أطفال)، لديهم حالات صحية نفسية. ومع ذلك، تنفق الحكومات أقل من 2٪ من ميزانياتها الصحية على الصحة النفسية.

كما أماط التقرير اللثام عن أن أكثر من ثلثي البلدان لا تعوض الناس عن خدمات الصحة النفسية في أنظمة التأمين الصحي الوطنية. وحتى عندما تكون خدمات الصحة النفسية مجانية أو مدعومة، تشكل تكلفة المسافة والمواصلات عائقا كبيرا.