الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

استهداف “المدنيين” بأذربيجان.. جرائم حرب لجيش أرمينيا

تاريخ النشر: 27 أكتوبر, 2020
استهداف

استهداف "المدنيين" بأذربيجان.. جرائم حرب لجيش أرمينيا- أ ف ب

في ظل التفوق التكنولوجي للجيش الأذربيجاني في ساحة المعركة، تعمد أرمينيا لارتكاب جرائم ضد المدنيين، من خلال قصف المراكز السكنية والبنى التحتية، مرتكبة بذلك جرائم حرب موصوفة. وتعد المناطق والمدن ذات الكثافة السكانية العالية من بين الأهداف الرئيسة لرئيس الأركان الأرميني، أونيك فيكتوري غاسباريان، وضباطه من مجرمي الحرب، حسبما يصفهم الدكتور جان قصاب أوغلو، مدير برنامج أبحاث الدفاع والأمن في مركز “أيدام المستقل للبحوث الفكرية والاستراتيجية في إسطنبول بتركيا.

ووفقا لوكالة أنباء الأناضول، قال أوغلو إن الخسائر المدنية في أذربيجان ليست “أضرارا ثانوية”، بل تحولت إلى هدف مقصود لهجمات أرمينيا بالصواريخ الباليستية، وكما أن باكو لم ترد على تلك الهجمات، بما في ذلك الأهداف المدنية، رغم امتلاكها الوسائل الكافية للرد، فإن تركيا التي يربطها مع أذربيجان تحالف عسكري، لم تتخذ خطوات لتعميق النزاع، واقتصر دور أنقرة على تقديم الدعم اللوجستي والاستشارات العسكرية والدعم المعنوي. ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن عدم توقف القوات الأرمينية عن شن الهجمات المتزايدة ضد باكو، يعني أن يريفان باتت قريبة جدا من إشعال صراع إقليمي سيتصاعد في المنطقة. وقد تعمل النخبة السياسية والعسكرية في أرمينيا على جذب الجانب الروسي إلى المعركة، من خلال مواصلة تحريض واستفزاز الجانب الأذربيجاني والتركي، وفقا لأوغلو.
وتعد هذه اللعبة المعروفة بـ”الردع الداخلي”، إحدى الألعاب الخطيرة في الحرب والسياسة، حيث تكون الأولوية ليست منع الحرب، بل تحويل الصراع إلى حالة نزاع عسكري طويل الأمد، وتهدف هذه الاستراتيجية أيضا إلى استنزاف الطرف الآخر ميدانيا، ومن ثم استخدام أنظمة الأسلحة الاستراتيجية مثل الصواريخ الباليستية، من أجل تقويض دعائم الجبهة الداخلية. من جهتها، فإن باكو، تمتلك قدرات كافية من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، على رأسها صواريخ “بولونيز” البيلاروسية بمدى يصل إلى 200 كيلومتر، وأيضا تملك صواريخ “لورا” التكتيكية الباليستية الإسرائيلية الصنع، التي تمكن أذربيجان من الرد على الاعتداءات الأرمينية.
كما تُظهر بيانات استخباراتية أن أنظمة إطلاق الصواريخ الثقيلة متعددة القاذفات تركية الصنع من طراز ( تي آر جي- 300 ) الحاملة للرؤوس الحربية ذات القدرة التدميرية، منتشرة في نخجوان (جمهورية ذاتية الحكم في أذربيجان).وتعد نخجوان، من الناحية الجغرافية العسكرية “منطقة لا تقدر بثمن”. كما أظهرت نفس البيانات، أن تلك الأنظمة جرى نشرها في نخجوان، بمواقع استراتيجية تمكنها من الوصول بسهولة إلى مناطق حيوية في العاصمة الأرمينية يريفان، وتمكنت القيادة الأذربيجانية بزعامة الرئيس إلهام علييف، من اتباع نهج منضبط تجاه الاعتداءات الأرمينية، حيث امتنع الجيش الأذربيجاني عن الرد على الاعتداءات الأرمينية بطريقة مماثلة (استهداف المواقع المدنية).
يأتي ذلك وفقا للخبير الاستراتيجي جان قصاب أوغلو في الوقت الذي يتعمد فيه الجانب الأرميني تصعيد الصراع، وذلك بسبب عجزه عن مواجهة حرب الطائرات المسيرة، التي تقودها وسائل تكنولوجية عالية المستوى. هناك قضية أخرى مهمة للغاية، فبغض النظر عن تطور المرحلة الحالية من الصراع، يجب على أنقرة وباكو التعامل مع معطيات هذه الحرب بحكمة ورباطة جأش، وأعربت وزارة الخارجية التركية عن إدانتها بشدة للاعتداءات الصاروخية الأرمينية على أهداف مدنية في أذربيجان، وتبنت مقاربة وقورة وعاطفية تجاه الضحايا في أذربيجان.
ومع ذلك، يجب على تركيا وأذربيجان، العمل على توثيق جميع الاعتداءات الأرمينية على المواقع المدنية ورقمنتها وتقديمها ضمن دعاوى قضائية تجرم أرمينيا بارتكاب جرائم حرب، وذلك بهدف معاقبة كل شخص في القيادتين العسكرية والسياسية الأرمينية يثبت تورطه في قصف المدنيين الأذربيجانيين. كما ينبغي على الاستخبارات الأذربيجانية والتركية، تتبع جميع الأفراد والقيادات العسكرية والسياسية الأرمينية المسؤولة عن إطلاق صواريخ ضد المدنيين في أذربيجان، وتظل المسؤولية الفردية أهم جوانب جرائم الحرب، علمًا بأن هذه المسؤولية لا تسقط بالتقادم، كما ان الاستهداف المتعمد والمنهجي للمراكز المدنية بالصواريخ الباليستية هو مثال حقيقي على جرائم الحرب، لذلك يجب الكشف عن اسم جميع العسكريين والسياسيين المتورطين في هذه الجرائم.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع