الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

الأمم المتحدة: مقاتلون “اغتصبوا” أطفالا في عمر السنة بالسودان

تاريخ النشر: 4 مارس, 2025
عناصر الدعم السريع متهمون باغتصاب الصغار والكبار أيضا (الجزيرة)<br />

عناصر الدعم السريع متهمون باغتصاب الصغار والكبار أيضا (الجزيرة)

اتهمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مقاتلين سودانيّين باغتصاب أطفال، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، خلال الحرب المستمرة في البلاد منذ قرابة عامين، في فظائع يمكن أن ترقى إلى “جرائم حرب”.

ووثقت المنظمة في تقريرها 221 حالة اغتصاب أطفال، نحو ثلثيهم فتيات، من بينهم 16 طفلا دون سنّ الخامسة، وأربعة لم يتجاوزوا من العمر عاما واحدا.

وقالت كاثرين راسل المديرة العامة ليونيسف، إنّ “واقع أنّ أطفالا لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا قد تعرّضوا للاغتصاب من قبل رجال مسلّحين ينبغي أن يشكّل صدمة للجميع وأن يستدعي اتّخاذ إجراءات فورية”.

وأضافت أنّ “ملايين الأطفال في السودان معرّضون لخطر الاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي”، محذّرة من أنّ هذه الفظائع تنتهك القانون الدولي ويمكن أن ترقى إلى جرائم حرب.

وبحسب تقرير المنظمة، فإنّه في كثير من الأحيان أجبر رجال مسلّحون عائلات على تسليمهم بناتها لكي يغتصبوهنّ أمام أقاربهنّ.

ولفت التقرير إلى أن ضحايا هذه الجرائم الجنسية يعانون في غالب الأحيان من إصابات جسدية ونفسية بالغة يمكن أن تكون لها عواقب تستمر مدى الحياة وتترك الناجين يواجهون “خيارات مستحيلة” مثل الحمل، أو البوح بسرّهن للعائلة أو للسلطات، أو طلب العلاج.

وقالت فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وقد أوشكت على الولادة للمنظمة: “لقد تعرّضتُ للاغتصاب من قبل ثلاثة أفراد أجبروني على ركوب سيارة كبيرة. أخذوني إلى مكان بجانب سكة حديدية، وقاموا باغتصابي. ضربوني واغتصبوني وألقوا بي بجانب سكة الحديد، وجاءت امرأة وقامت بمساعدتي للذهاب إلى البيت”.

وأضافت الفتاة: “حينما وصلتُ، كنت في حالة نفسية سيئة للغاية. جلست في الشارع، إلى أن تمالكت نفسي ودخلت إلى المنزل… كنت على وشك الانتحار. الآن أصبحت بحال أفضل. أنا اليوم حامل في الشهر التاسع”.

وأشارت يونيسف إلى أن البيانات المجمّعة من قبل منظّمات حقوقية ميدانية تحارب العنف الجنسي “لا تقدّم إلا صورة جزئية عن النطاق الحقيقي للعنف الذي يمارس ضدّ الأطفال”، مندّدة باستخدام العنف الجنسي سلاحا في الحرب.

ورأت المنظمة أنه غالبا ما يكون الضحايا وأسرهم متردّدين أو عاجزين عن الإفصاح عن هذه الفظائع خوفا من الوصمة المجتمعية، أو الرفض، أو من تعرّضهم للانتقام من قبل جماعات مسلّحة، أو لانتهاك خصوصياتهم أو من اتّهامهم بالتعاون مع جماعة مسلّحة.

ونقل التقرير عن امرأة بالغة احتجزها رجال مسلّحون لمدة 19 يوما في غرفة مع نساء وفتيات أخريات “ما كانت تتعرّض له الفتيات الصغيرات من فظائع أمام عينيها”.

وقالت: “بعد الساعة التاسعة ليلا، يفتح أحدهم الباب، يحمل معه سوطا، يختار إحدى الفتيات ويأخذها إلى غرفة أخرى. كنت أسمع صوت بكاء تلك الفتاة الصغيرة، كنت أسمع صوت صراخها”.

وتابعت: “كانوا يقومون باغتصابها. في كل مرة يغتصبونها، كانت تعود هذه الفتاة ملطّخة بالدماء. هي ما زالت طفلة صغيرة للغاية”.

وبحسب هذه الشاهدة فإنّ الفتيات كنّ يتعرّضن للاغتصاب طوال الليل ولا يعدن إلى الغرفة إلا مع طلوع الفجر وهنّ في غالب الأحيان شبه فاقدات لوعيهنّ.

وعلقت اليونيسف على ذلك بالقول: “لا ينبغي لأحد، لأيّ طفل، أن يتحمّل هذه الأهوال. هذه المعاناة يجب أن تتوقف على الفور”.

وحضّت المنظمة الأممية الأطراف المتحاربة في السودان على احترام واجباتها المتمثّلة بحماية المدنيّين، وبخاصة الأطفال منهم.

كما طالبت الجهات المانحة بأن يكونوا أسخياء لأنّ هذه البرامج “تنقذ حياة أناس”.

ومنذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا ضارية بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.

وتقول الأمم المتّحدة إنّ السودان يعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم بسبب ما تشهده مئات من مناطق البلاد من معارك وهجمات تطال مدنيين وأخرى تستهدف مستشفيات وعمليات تهجير قسري ومجاعة.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع