تقرير: شيماء بوعلام

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، إيقاف إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الممر الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد استيلاء عصابة مسلحة السبت على شاحنات أغذية حاولت الدخول عبر هذا المعبر.

وتستمر وكالة أونروا في تقديم المساعدات والرعاية الطبية في قطاع غزة، في انتظار بدء سريان قرار حظر أنشطتها الذي أقره الكنيست الإسرائيلي (البر لمان) في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي على إثره أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بإلغاء اتفاقية عام 1967 الخاصة بعمل أونروا في 4 نوفمبر/تشرين الثاني.

وجاء قرار إسرائيل هذا بعد أن اتهمت موظفي الوكالة بالمشاركة في الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وحظيت الخطوة الإسرائيلية برفض دولي وأممي كبير، لما لها من تأثيرات “سلبية” و”وخيمة” على الاستجابة الإنسانية في غزة، حسب الأمم المتحدة.

وحذر رئيس وكالة (أونروا) فيليب لازاريني من أن جيلاً كاملاً من الفلسطينيين في قطاع غزة “سيُحرمون من حق التعليم” إذا انهارت الوكالة في القطاع بموجب التشريع الإسرائيلي الجديد.

وتقدم الوكالة التابعة للأمم المتحدة التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم الآن ما يقرب من ستة ملايين شخص، وذلك منذ حرب عام 1948.

وكانت منظمات الإغاثة الأخرى، قد حذرت من أن حظر إسرائيل أونروا قد يخلق عقبات أخرى أمام معالجة الأزمة الإنسانية “الحادة” في غزة.

وبالرغم من تبرير إسرائيل بأن وكالات الأمم المتحدة الأخرى ومنظمات الإغاثة يمكن أن تسد الفجوة، فإن هذه المنظمات أصرت على ضرورة بقاء وكالة أونروا.

ووصفت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل دور أونروا في غزة بأنه “لا غنى عنه”.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد بعد إعلان إسرائيل القرار إنه “من الأهمية بمكان أن تتوقف إسرائيل عن تنفيذ القانون” الذي تم تشريعه.

وأكد لازاريني أن “المسؤولية عن تقديم الخدمات للفلسطينيين لا تقع على عاتق الأمم المتحدة فحسب، بل تقع أيضًا على عاتق إسرائيل”، مضيفا أنه “لا توجد طريقة لاستبدال أونروا في الوقت الحالي”.

وتعود الاتفاقية الموقعة بين إسرائيل وأونروا إلى عام 1967، والتي سمح بموجبها للوكالة الأممية بالعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وتقديم خدمات مختلفة للفلسطينيين بهذه الأماكن، ومن بينها التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الإغاثية.

ومازالت إسرائيل تتحكم في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وسط أزمة إنسانية خانقة، وترفض سلطات الاحتلال التعاون مع المنظمات الأممية والدولية لإدخال الأدوية والأغذية والاحتياجات الأساسية.