بدأت محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس، أولى جلساتها بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل واتهمتها فيها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

وفي بداية الجلسات تلت رئيسة المحكمة القاضية جوان دونوغو قائمة بالمسائل الإجرائية التي ستتخذها المحكمة في نظر الدعوى بمشاركة قاضيين من جنوب أفريقيا وإسرائيل “وذلك لضمان النزاهة والشفافية”.

وقد اتهم الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، في مرافعته اليوم، إسرائيل “بنية الإبادة الجماعية”. وقال تمبيكا نجكوكايتوبي المحامي لدى المحكمة العليا في جنوب أفريقيا “إسرائيل لديها نية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة… وهذا واضح من الطريقة التي يتم بها تنفيذ هذا الهجوم العسكري”.

وأضاف “متجذر في الاعتقاد بأن العدو ليس حماس فقط، بل هو جزء لا يتجزأ من نسيج الحياة الفلسطينية في غزة”.

وبشأن التجويع، قالت المحامية الجنوب أفريقية، عادلة هاشم، إن “الوضع بلغ حدا بات فيه خبراء يتوقعون أن يموت عدد أكبر من الناس جراء الجوع والمرض”. وأضافت أن إسرائيل دفعت السكان في غزة “إلى حافة المجاعة”.

وتتهم جنوب أفريقيا إسرائيل بالعزم على تدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من المجموعة الوطنية الفلسطينية الأوسع. كما تتهمها بأنها تقتل وتؤذي وتعمل على تدمير سكان غزة جسديا كمجموعة.

وجاء في ملف الدعوى أيضا أن إسرائيل حولت قطاع غزة إلى أنقاض وما تزال تعمل على ذلك.

وتشير جنوب أفريقيا إلى أن إسرائيل تستخدم ما سمتها القنابل الغبية ودفع المدنيين للنزوح الجماعي وتعطيل المؤسسات المدنية الفلسطينية.

كما تتهم الدعوى إسرائيل بحرمان المدنيين من الحصول على الغذاء والماء الكافيين والرعاية الطبية.

وأكثر من ذلك جاء في الدعوى أن إسرائيل تمنع الولادات الفلسطينية في غزة من خلال تشريد الحوامل وحرمانهن من الرعاية وقتلهن.

وتستند جنوب أفريقيا في دعاواها لتصريحات قادة وساسة إسرائيليين دعوا فيها إلى عمليات طرد جماعي من غزة.

وقال الفريق القانوني لجنوب أفريقيا إن إسرائيل تكثف جرائمها ضد الفلسطينيين منذ عام 1948 وإنها تخضع الفلسطينيين لنظام فصل عنصري مضيفا أن المجتمع الدولي فشل في منع الإبادة الجماعية في غزة.

وتطالب جنوب أفريقيا بالحماية القانونية للفلسطينيين في إجراءات موجزة، كما ترغب في أن يأمر قضاة المحكمة بوقف إطلاق النار.

وتجمهر متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين وآخرون لإسرائيل أمام المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة.

وترى جنوب أفريقيا أن إسرائيل “أقدمت وتقدم وقد تستمر في الإقدام على أعمال إبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة”.

وتطالب جنوب أفريقيا أيضا بتعويضات لإعادة بناء غزة وعودة النازحين الفلسطينيين.

وتقول الأستاذة في القانون الدولي في جامعة ليدي في هولندا سيسيلي روز إنه في هذه المرحلة “لن تحدد المحكمة ما إذا كانت هناك إبادة تجري في غزة”.

وتوضح “المحكمة ستقيّم فقط ما إذا كان هناك خطر حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه للحقوق التي تكفلها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، خصوصًا حق فلسطينيي غزة في الحماية من الأعمال التي تهدد وجودهم كمجتمع”.

وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل لغزة والهجوم البري، حتى الآن، إلى استشهاد أكثر من 23 ألف شخص، أغلبهم أطفال ونساء.

ودمّر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في قطاع غزة وأجبر 85% من السكان على الفرار، ويعاني سكان غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف، من أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.