انتقدت هيومن رايتس ووتش الإمارات العربية المتحدة بسبب مساهمة الوقود الأحفوري فيها في “التلوث السام للهواء”. وهو موقف شاطرها فيه آل جور، نائب الرئيس الأميركي السابق، وناشط المناخ.
وقالت المنظمة في تقرير جديد إن قطاع الوقود الأحفوري الإماراتي “يساهم في التلوث السام للهواء والتأثير المدمر على صحة الإنسان، حتى في الوقت الذي تسعى فيه حكومتها إلى وضع نفسها في موقع الرائد العالمي في قضايا المناخ والصحة في “كوب 28”.
ويوثق التقرير الصادر في 24 صفحة بعنوان “يمكنك شم النفط في الهواء: الوقود الأحفوري في الإمارات يغذي التلوث السام”، الارتفاع المقلق في تلوث الهواء في الإمارات، الذي يخلق مخاطر صحية كبيرة على مواطنيها والمقيمين فيها، ويساهم في أزمة المناخ العالمية.
ووفق المنظمة فإن الإمارات هي إحدى أكبر منتجي النفط في العالم، وموطن لسبعة مما يسمى “القنابل الكربونية”، وهي أكبر مشاريع إنتاج الوقود الأحفوري في العالم. ولفتت إلى أن تلوث الهواء يرتبط مباشرةً بتغير المناخ، إذ يساهم حرق الوقود الأحفوري في تلوث الهواء ويؤدي إلى تغير المناخ.
وحددت منظمة الصحة العالمية تلوث الهواء على أنه “أكبر تهديد بيئي على الإطلاق لصحة الإنسان” عالميا. وقالت إن الأشخاص الذين لديهم أمراض معينة مثل الربو، والحوامل، والأطفال، والمسنين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والعمال الوافدين، لا سيما الذين يعملون في الهواء الطلق، والأشخاص الذين يعيشون في الفقر، وغيرهم من السكان المهمشين اجتماعيا واقتصاديا؛ هم أكثر عرضة للتعرض للهواء السام أو التأثر سلبا به.
واستندت المنظمة في تقريرها إلى مراجعة وتحليل البيانات الحكومية لتلوث الهواء من 2018 إلى 2023، وبيانات الأقمار الصناعية، والتقارير الحكومية، ومقابلات مع عمال وافدين، وخبراء أكاديميين، ومجموعات بيئية دولية ومحلية، وراجعت السياسات الحكومية والتقارير الإعلامية ذات الصلة.
في الأثناء، انتقد آل غور نائب الرئيس الأميركي السابق وناشط المناخ دولة الإمارات المضيفة لقمة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28)، قائلا إن إشرافها هذا العام على المفاوضات الدولية حول ظاهرة الاحتباس الحراري يعد إساءة استغلال لثقة الجمهور.
وتعكس هذه التصريحات التي أدلى بها غور، خلال مقابلة مع رويترز على هامش المؤتمر في دبي، شكوك بعض الوفود في أن رئيس المؤتمر سلطان الجابر، وهو أيضا رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، يمكن أن يكون وسيطا نزيها لاتفاق بخصوص المناخ.
وقال غور “إنهم يسيئون استغلال ثقة الجمهور من خلال تعيين الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر شركات النفط وأقلها مسؤولية في العالم رئيسا لمؤتمر كوب28”.
وقبل إجراء المقابلة، كشف غور خلال عرض في القاعة الرئيسية للمؤتمر عن بيانات تظهر أن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الإمارات ارتفعت 7.5 بالمئة في 2022 مقارنة بالعام السابق، كذلك مقارنة بارتفاع 1.5 بالمئة في العالم كله.
وقال غور إن هذه البيانات صدرت عن تحالف شارك في تأسيسه يسمى (كلايمت تريس) والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي وبيانات الأقمار الصناعية لتتبع انبعاثات الكربون لشركات بعينها.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع