الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

معركة الأمعاء الخاوية

تاريخ النشر: 26 نوفمبر, 2023

سرداب مظلم يفتح على بوابات متعددة توصل إلى غرفة معتمة باردة قميئة ضمت جسد أيمن الشراونة لسنوات تحت الاعتقال الإسرائيلي دون جرم أو جريرة سوى حلم بالانعتاق من الاحتلال.
ليال طويلة تبدأ بالتفتيش العاري وتنتهي بمسلسل من التعذيب اليومي والإذلال الذي تعرض له أيمن صحبة رفاقه جعلت الموت جوعاً أهون عليه من البقاء رهن قمع وتعذيب جماعي ممنهج.
صمت طويل لف الحياة الخاصة للأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال خوفاً من العار ، تكسره هناء شلبي بالحديث عن تجربتها مع التفتيش العاري والذي هو ممارسة ” إذلال وكسر أنف للفلسطيني” كما تقول. صرخة تطلقها الأسيرة السابقة هناء في هذا العمل حول وضع الأسيرات وحالة الظلم المزدوجة التي تقع عليهن بين سجان ينتهك خصوصيتهن وخوف من الشكوى تكتم شعورهن المركب بالظلم ولإهانة. كرامات تهدر في غياب أي حماية أو أمل في الانعتاق لايجد السجين أمامه سوى خوض معركة الإضراب الفردي والجماعي عن الطعام لإيصال صوته ورغبته في التحرر من الظلم.
يتزود الجنود عادة بحزمة من الأسلحة الخفيفة وغذاء وماء قبل التوجه للمعارك، لكن المعتقلين الفلسطينيين من إداريين ومحكومين خاضوا معركتهم بأمعاء خاوية مدعومة بقوة صبر وإرادة لا تلين. فمنذ عام 1969 بدأ المعتقلون الفلسطينيون إضرابات متكرررة عن الطعام في سجون الاحتلال بعدما ساءت حالة السجون، وتمادي المحتل في البطش بهم، زادت عن 20 إضراباً جماعياً في حرب كسر عظم بين السجين والسجان تساوت فيها الرغبة في الموت والحياة، وتكلل بعض منها بالنجاح وأفلح المحتل في إفشال بعضها الآخر، لكنها بالتأكيد كانت سلاحاً فعالاً لاختبار الإرادة وشد انتباه الرأي العام رغم الثمن الباهظ الذي قد يدفعه المضرب وربما يصل إلى الغيبوبة والموت أحياناً. لكن بالتأكيد سطرت صفحات خالدة في النضال وإشارات واضحة للعالم بأن الشعب الفلسطيني شعب حي ولن يتنازل أو يقتل قضيته مهما طال الاحتلال.

الرابط على اليوتيوب

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع