عام 1994 كان العالم على موعد مع جريمة إبادة عنصرية غير مسبوقة، وندبة في وجدان وضمير الإنسانية قتل فيها 800 ألف شخص على الأقل معظمهم من إثنية التوتسي خلال مائة يوم في مأساة غيرت وجه البلاد إلى الأبد، وشكلت علاقاتها مع المحيط ومع العالم.
أثارت حالة من الرعب والخوف على مستقبل السلم الإنساني بسبب الأهوال والمخاطر الجسيمة للجرائم الفظيعة التي صاحبت وقائع القتل والتنكيل على أساس الشكل واللون في ظل صمت دولي مطبق وتملص دول كبرى من المسؤولية.
لكن جذور هذه الإبادة بدأت قبل ذلك بسنوات حيث تم صناعتها صناعة عبر تصاعد وتيرة خطاب كراهية كان الإعلام أحد وسائله الرئيسية. وقد لعبت إذاعة الألف تلّة الرواندية (RTLM) دوراً مهماً في التمهيد والتحريض على التوتسي وتشويههم، ونزع صفات الإنسانية عنهم عبر نعتهم بالصراصير التي تجب إبادتها، وتحميلهم مسؤولية جرائم لم يرتكبوها، والتحريض على العقاب الجماعي لهم بالقتل والإبادة حيث قتل الجار جاره وتمزقت البلاد إرباً تحت سلطة الحقد والتحريض المنظم لتستفيق رواندا على أكوام من الجثث ومأساة وضعتها والإنسانية والعالم تحت صدمة كبيرة ودفعت إلى دق ناقوس خطر حول مستقبل العلاقات الإنسانية وكيف يمكن تفادي تكرار هذه الجرائم في بقع أخرى من العالم.
اليوم الدولي للتفكّر في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا 7 نيسان/ أبريل