جنيف
سلطت حلقة نقاش رفيعة المستوى حول “الخدمات الصحية غير المنقطعة للأمراض غير المعدية أثناء أزمة كورونا ” على هامش اجتماعات الدورة السابعة والأربعين لمجلس الصحة العالمي التي قدمها المتحدثون، سلطت الضوء على العبء الذي تواجهه جميع البلدان، ولا سيما البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، في مواجهة وباء ” كورونا ” والأمراض غير المعدية معا. وتناولت الحلقة ازدياد الإنفاق العالمي للاستجابة للوباء بمقدار 2.8 مرة عما يُتوقع أن يكون مطلوبًا لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة على مدى السنوات العشر القادمة. ومع ذلك، فقد توفي أكثر من 3 ملايين شخص بسبب الجائحة بحسب الأرقام الرسمية، بل أعداد الوفيات في ازدياد.
وانضم 351 مشاركًا إلى الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث ، والمدير التنفيذي لشراكة Defeat-NCD في نقاش تفاعلي عالي المستوى مع أربعة وزراء صحة من الهند وبوتان ورواندا وغامبيا ، ومدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة في قطر ، إلى جانب المبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا المستجد ، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية ، وكبار ممثلي البنك الدولي ، وبنك التنمية الآسيوي ، ومنظمة الصحة العالمية ، ورئيس الأسواق الناشئة في فياتريس.
وقدم المشاركون التزامات جديدة لدعم الجهود العالمية للتصدي للأمراض غير المعدية الذي كشف فيه بحث جديد أجرته شراكة ” Defeat-NCD ” و وحدة الخبراء الاقتصاديين “Economist Intelligence Unit” عن الحاجة الملحة لمعالجة الوفيات المبكرة للأمراض في ظل وباء كورونا. وقال منسق برنامج توسيع النطاق العالمي في شراكة Defeat-NCD برافين بارديشي “مقابل كل زيادة بنسبة 10٪ في معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية ، نرى زيادة بنسبة 20٪ في وفيات حالات COVID-19”.
وكانت رئيسة جمعية الصحة العالمية للدورة الرابعة والسبعين ووزيرة الصحة في حكومة بوتان الملكية ، ديشن وانغمو، قد زارت مكتب شراكة Defeat-NCD في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) في جنيف اليوم لتحديد المسار على أعلى مستوى. والمشاركة في حلقة نقاش رفيعة بحضور وزراء الصحة في غامبيا ورواندا وبوتان والهند ورئيس بنك التنمية الإسلامي بجانب الرئيس التنفيذي لشراكة مكافحة الأمراض غير المعدية، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث. والمبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19. وتهدف الحلقة إلى التعامل مع التحديات الناجمة عن وباء كورونا والاستجابة الملحة لأصحاب الأمراض الغير معدية. وقالت وانغمو “أعتقد أنه لاوقت لمزيد من التصريحات والخطابات في تناول أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الوصول الشامل إلى الصحة”. داعية إلى العمل الفوري والآني في مواجهة هذه التحديات.
وسلط رئيس البنك الإسلامي للتنمية ، الدكتور بندر حجار، الضوء على مشاركة البنك العملية في هذا الدفع باتجاه تحسين الرعاية الصحية، وقال حجار في معرض الحلقة النقاشية ” في 26 نيسان أبريل 2021 ، وقع البنك الإسلامي للتنمية ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث وشراكة مكافحة الأمراض غير المعدية اتفاقية وخطة عمل مشتركة لتعزيز القدرات الوطنية وتوسيع نطاق العمل على مستوى المجتمع لفحص واكتشاف وتحسين رعاية مرضى الأمراض غير المعدية؛ ودعم التشخيص وتوفير الأجهزة الطبية للبلدان الأعضاء منخفضة الموارد في البنك الإسلامي للتنمية من خلال نموذج الشراكة العامة والخاصة “.
وألقى كلمة افتتاح الدورة الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث نيخيل سيث، مقدما عرضا لإنجازات الشراكة ونجاحاتها. وقال نيخيل سيث “بدأت شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث كمبادرات بناء القدرات في ميانمار ورواندا وغامبيا ، ونحن نعمل الآن على توسيع نطاقها لدعم الهند والإكوادور وبوتان ونيبال ومنطقة البحر الكاريبي لتطوير خطط عمل متعددة القطاعات للحد من تأثير الأمراض غير المعدية على المجتمع “. وفي معرض حديثه عن الاحتياجات الضخمة التي لم تتم تلبيتها، أضاف سيث: “لقد أطلقنا برنامج The Defeat-NCD Marketplace لتوفير أدوية وتقديم تشخيص للأمراض غير المعدية مضمونة الجودة وبأسعار معقولة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل للتغلب على الفجوات بين العرض والطلب”.
وركز مدير قسم الأمراض غير المعدية بمنظمة الصحة العالمية بنت ميكلسن على أهمية تقديم الخدمات العلاجية بما فيها التشخيص والدواء لأصحاب الأمراض غير المعدية في العالم وقال :” لن تكون هناك تغطية صحية شاملة بدون الأمراض غير المعدية”. وسلطت الضوء على التأثير المزعج لجائحة كورونا على استمرارية تقديم الخدمات وكذلك استمرار الإمداد بالأدوية الأساسية، إضافة إلى النقص الحالي الذي شوهد قبل الوباء”. ممتدحا الدور الذي لعبته شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية مع عمل منظمة الصحة العالمية في المعالجة والتأهيل المسبق وآليات الشراء الدولية ، وزيادة المنافسة على الأدوية المضمونة الجودة ، وتجميع الطلب ، وتطوير الأسواق ، وإنشاء آليات موثوقة للدفع والإدارة المالية وغيرها.
ودعا وزير الصحة ورعاية الأسرة في الهند، هارش فاردان ، للعمل من أجل توفير فرصة لأصحاب المصلحة مثل البنك الدولي ، بنك التنمية الآسيوي والحكومات الوطنية للعمل معًا. ممتدحا في الوقت ذاته التحدي الجهود التي تضلع بها شراكة مكافحة الأمراض الغير معدية “Defeat-NCD”. وقال فاردان معددا الخطوات التي اتخذتها بلاده بهذا الخصوص “الهند من أوائل الدول التي أطلقت خطة عمل وطنية متعددة القطاعات لخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية”. وأكد وزير الصحة والأسرة الهندي التزام بلاده بالتعاون مع شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية للوصول إلى الهدف 3.4 من أهداف التنمية المستدامة لخفض الوفيات المبكرة للأمراض غير المعدية بمقدار الثلث معربا عن سعادته في الانضمام إلى الآلية الحاكمة للشراكة.
وسلط الدكتور ديفيد نابارو ، المدير المشارك لمعهد الابتكار الصحي العالمي في إمبريال كوليدج لندن ، والمدير الاستراتيجي لـ 4SD والمبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن COVID-19 ، الضوء على مدى إلحاح هذه القضية. وقال “أمراض مثل COVID-19 تكشف وتستغل نقاط الضعف الموجودة في المجتمع مثل الفقر والظلم”. وأضاف قائلا: ” إن أحد نقاط الضعف هذه هو انتشار الأمراض غير المعدية.”
وشدد الدكتور وزير الصحة في حكومة رواندا دانيال نجاميجي على ضرورة تعزيز النظم الصحية وتقويتها في ظل الجائحة وقال: “هناك حاجة لبناء نظام صحي قوي ومرن يمكنه مقاومة تعطيل الخدمات الصحية الرئيسية أثناء الجائحة ويمكن أن يضمن استمرارية الرعاية ، خاصة بالنسبة للأمراض غير المعدية. لقد أدرك صانعو السياسات أهمية وجود نظام صحي قوي ويجب أن نستخدم هذا الزخم لتعبئة موارد محلية إضافية للاستثمار من أجل نظام صحي مرن يمكنه معالجة الأمراض غير المعدية والأمراض الأخرى أثناء حالات الطوارئ الصحية “.
وأشار أحمدو لمين ساماتيه ، وزير الصحة في حكومة غامبيا إلى تطوير بلاده لاستراتيجية وطنية جديدة للأمراض غير المعدية وخطة عمل محددة التكلفة مدتها خمس سنوات ، بدعم من البنك الدولي و شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية. وقال: “سيتم تصميم الاستراتيجية الجديدة وخطة العمل المحددة التكاليف لوضع استجابة واضحة للأمراض غير المعدية مع حزم خدمات موسعة يتم توفيرها من قبل المستويات المختلفة للنظام الصحي تهدف إلى تسريع تقدم البلاد نحو تحقيق الأهداف العالمية”.
ووقعت خلال المناسبة مذكرة تفاهم مع شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، وعبر ميناسي تاديزي ، رئيس الأسواق الناشئة ، فياتريس عن الحاجة إلى إيجاد طرق إبداعية للاستفادة من جهود الاستجابة لـ COVID-19 لدعم تعزيز الجهود والأنظمة الصحية. وفي معرض حديثه عن دور القطاع الخاص في معالجة أهداف التنمية المستدامة، قال تاديزي : “لا يمكن إنكار ارتباط الأمراض غير المعدية والوفيات المرتبطة بـ COVID-19. الأمر الذي على يجعل الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الصحية أمرًا ضروريًا. وأكد الرجل استعداد شركة Viatris للقيام بدورها في دعم الحرب العالمية ضد الأمراض غير المعدية.
وأكد الدكتور فنغ جاو ، مدير الممارسات والاستراتيجيات والعمليات والمشاركة العالمية بالبنك الدولي على أن الاستجابة لجائحة كورونا ومكافحة الأمراض غير المهدية هدف مشترك وقال جاو : ” نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد بشأن التمويل المبتكر ، ودمج رعاية الأمراض غير المعدية في الرعاية الصحية الأولية ، والتركيز على الفحص المبكر هذه هي المجالات التي نرغب في الاستثمار فيها في دعم إضافي”.
وركز المدير القطري للهند في بنك التنمية الآسيوي تاكيو كونيشي في الحلقة النقاشية على أهمية التمويل المبتكر والمستدام استجابةً للجنة. وقال “في أعقاب جائحة COVID-19 ، منح تمويل الاستجابة السريعة الذي قدمه بنك التنمية الآسيوي للبلدان مساحة مالية إضافية لمعالجة التأثير الاجتماعي والاقتصادي للوباء وتصميم تدابير طويلة الأجل”.
وألقى مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة بدولة قطر محمد بن حمد آل ثاني ، الضوء على جهود بلاده العالمية لمكافحة COVID-19 والأمراض غير المعدية. وقال “كانت المشاركة مع شراكة Defeat-NCD ذات قيمة كبيرة بالنسبة لدولة قطر. وعبر عن استعداد بلاده لدعم البلدان المحتاجة من خلال شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية. وأضاف قائلا” يُعد فيروس كورونا أزمة ملحة ومهمة ، لكننا بحاجة إلى العودة بقوة إلى الأمراض غير المعدية كما تم نسيانها خلال العام الماضي في العديد من البلدان. ونأمل أن نتمكن بعد هذا الاجتماع المهم من المساهمة في دحر الأمراض غير المعدية معا “.
وثمن الرئيس التنفيذي لشراكة Defeat-NCD موكول بولا جهود الدول والشركاء والتزاماتهم في الاستجابة والمشاركة في الحلقة النقاشية وقال: ” ركزت جلسة اليوم على الأفعال بدلاً من الكلمات ، وهذه الإجراءات هي جزء من الاستجابة العملية التي يجب أن نواصل رؤيتها من حكومات مثل المثال الرواندي الملتزم بخطة عمل خماسية التكلفة بقيمة 376.2 دولارًا أمريكيًا للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها للاستفادة منها 4.8 مليون شخص وسط جائحة COVID-19 ، وغامبيا ، التي تتوق إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطة استراتيجية جديدة للأمراض غير المعدية وتنفيذها. لقد رأينا نفس المستوى من الالتزام من قبل القطاع الخاص والمؤسسات الدولية ، والتي مجتمعة ، تمنحنا مسارًا أكثر واقعية نحو الحد من الوفيات المبكرة التي تسببها الأمراض غير المعدية وإنقاذ الأرواح “.
وتعد شراكة مكافحة الأمراض غير المعدية، استجابة واسعة النطاق للعمل على الأمراض غير المعدية (NCDs). تم إطلاقها رسميًا جنبًا إلى جنب مع الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2018، وتهدف إلى التغطية الصحية الشاملة لمساعدة ما يقرب من 90 دولة منخفضة الموارد وذلك من خلال بناء القدرات الوطنية وتوسيع نطاق الخدمات ، وتقليل النفقات على أصحاب هذه الأمراض، وإمكانية الوصول إلى الإمدادات الأساسية.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع