حظيت وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي باهتمام واسع في الصحف الغربية، مبرزة الدعوات إلى التحقيق في وفاته، واتهامات بأنه تعرض للقتل، وحذر بعضها من تداعيات خطيرة للوفاة.
وكتبت واشنطن بوست الأميركية أن وفاة مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، أثناء محاكمته، دفعت مؤيديه ونشطاء حقوق الإنسان للمطالبة بإجراء تحقيق محايد في وفاته.
وقالت الصحيفة إن تقييما طبيا مبدئيا لمرسي أظهر علامات نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وقد أثار مؤيدوه وجماعات حقوق الإنسان تساؤلات حول معاملته في السجن مع انتشار نبأ وفاته.
وأضافت أن مرسي، خلال سجنه منذ عام 2013 بقي معزولا تماما عن العالم الخارجي، باستثناء حالات عرضه على المحكمة وثلاث زيارات لعائلته في حضور الأمن، وفق الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش عمرو مجدي.
وأضاف مجدي: يمكن القول إن السلطات المصرية “وعلى أعلى المستويات” متواطئة في الموقف الذي وضع فيه مرسي من العزلة والافتقار إلى الرعاية الطبية. ويجب إجراء تحقيق دولي لإثبات ما إذا كانت تلك الظروف أدت إلى وفاته.
أما نيويورك تايمز الأميركية فأشارت في تقرير لها إلى أن وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي تمثل علامة فارقة في عملية الانتقال الديمقراطي المضطربة في مصر بعد الربيع العربي.
وتقول: كان كثير من المصريين يأملون في أن يؤدي انتخاب مرسي إلى نهاية حاسمة لتاريخ طويل من الاستبداد، وبعد عقود من الحكم القاسي والفاسد في عهد الرئيس حسني مبارك الذي أطيح به في انتفاضة عام 2011.
لكن وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي، استولى على السلطة عام ألفين وثلاثة عشر 2013 وانتُخب لاحقاً رئيساً للبلاد، ولا يزال يحكم بقبضة حديدية، مما أدى إلى إجهاض الآمال بالديمقراطية في مصر.
وقالت مجلة نيوزويك بدروها إن نظام عبد الفتاح السيسي أبقى مرسي بعيدا عن الأنظار وجعله يقضي السنوات الأخيرة من حياته داخل السجن وأمام المحاكم.
وتشير المجلة إلى أن السيسي لجأ بعد توليه مقاليد الحكم إلى ربط مصر بالسعودية التي للعائلة المالكة فيها موقف معاد للإخوان المسلمين.
صحف بريطانية
وفي بريطانيا، كتبت صحيفة ذي إندبندنت أن مرسي الذي أطيح به في انقلاب عسكري عام 2013 ظل محتجزا داخل قسم العقرب السيئ السمعة في سجن طُرة الخاضع لحراسة أمنية مشددة في القاهرة، إلى جانب قادة الإخوان المسلمين الآخرين.
وقالت إن موت مرسي أثناء احتجازه في أحد السجون المصرية، من شأنه أن يؤدي إلى موجة غضب لدى أنصار جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وستكون للأمر تداعيات دولية.
وتنبه ذي إندبندنت إلى تقرير أصدرته العام الماضي مجموعة حقوقية مقرها بريطانيا خلص إلى أن صحة مرسي تتدهور في السجن وأن عدم توفير العلاج الطبي المناسب له يمكن أن يؤدي إلى وفاته المبكرة… ووصف التقرير الظروف التي يعيشها مرسي في المعتقل بأنها حالة تعذيب.
وتنقل صحيفة تلغراف البريطانية عن مصدر قضائي القول إن مرسي كان يتحدث أمام القاضي لمدة عشرين دقيقة ثم أصبح “متحمسا” للغاية وأغمي عليه، وسرعان ما نقل إلى المستشفى.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع