قال الباحث البريطاني ماثيو هيدجز المعتقل السابق في الإمارات إن المحققين الإماراتيين أخضعوه لساعات طويلة من التحقيق المتواصل في ظروف احتجاز صعبة، مما دفعه إلى محاولة الانتحار عدة مرات.

وبحسب الباحث فإن المحققين أعطوه كميات من الأدوية واستجوبوه في إحدى المرات لمدة 15 ساعة في الجلسة الواحدة “من الساعة الثالثة صباحاً حتى الخامسة أو السادسة مساءً”

وأضاف “كنت في غرفة بدون ضوء طبيعي، والحراس يراقبونني وفي مرحلة لم أستحم لمدة شهرين. كان الجنود يرافقونني إلى الحمام. وبدأت تراودني رغبة بالانتحار، وحاولت ذلك عدة مرات وتم نقلي إلى المستشفى بعدما تفاقم الوضع”.

وذكر الباحث أن المحققين هددوه بالتعذيب وإرساله إلى قاعدة عسكرية خارج الدولة وسجنه مدى الحياة إذا لم يعترف بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية.

وأوضح هيدجز في مقابلة مع الجزيرة ضمن برنامج لقاء اليوم أن الإماراتيين قالوا إنهم سوف “يسلمونني بشكل غير قانوني إلى قاعدة عسكرية خارج الإمارات حيث سيكبلونني ويضربونني ويعذبونني”.

وأضاف الأكاديمي البريطاني أن المحققين الإماراتيين طلبوا منه سرقة معلومات من وزارة الخارجية البريطانية، غير أنه رفض ذلك قائلا إنه لا يعمل أصلا لصالح الحكومة البريطانية.

وذكر في المقابلة “سألتهم كيف تتوقعون مني الحصول على معلومات كهذه وأنا لا أعمل هناك، عندها اتهموني بالعمل لصالح المخابرات البريطانية”.

وكانت الإمارات قد أفرجت نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن هيدجز بعفو رئاسي بعد اتهامه بالتجسس والحكم عليه بالسجن المؤبد، وذلك بعد نحو سبعة أشهر من الاعتقال، منها ستة في الحبس الانفرادي.

وأوقف الباحث البريطاني في الخامس من مايو/أيار الماضي في مطار دبي بعد أسبوعين قضاهما بالإمارات في إطار السعي لإكمال أطروحته للدكتوراه عن الإستراتيجيات الإماراتية الأمنية والخارجية بعد موجة الربيع العربي.