الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

قتل ومطارة حتى القبر.. 100 يوم ودم شرين يستصرخ الضمير الإنساني

تاريخ النشر: 18 أغسطس, 2022
جانب من الوقفة في غرفة الأخبار بقناة الجزيرة في الدوحة

جانب من الوقفة في غرفة الأخبار بقناة الجزيرة في الدوحة

مائة يوم مضت ودم المراسلة الأيقونة لقناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، ينادي بالقصاص ويستصرخ الضمير الإنساني لملاحقة القتلة.

يأتي ذلك بينما أعلنت الجزيرة اليوم وفي بيان بالمناسبة “لأسرة شيرين وزملائها في جميع أنحاء العالم” التزامها بالقضية، وكشفت عن تعبئتها خبراء قانونيين دوليين لملاحقة قتلتها. وبالمناسبة أيضا نظم صحفيون مجموعة من الوقفات التضامنية داخل مكاتب الجزيرة عبر العالم، ومن بينها وقفة لصحفيي الشبكة داخل مقر القناة في الدوحة.

ولم تكتف إسرائيل بإزهاق روحها يوم 11 مايو/أيار الماضي في مخيّم جنين للّاجئين، بل لاحقتها حتى القبر.

فخلال الجنازة اعتدى عناصر من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين بالضرب على حملة النعش ومشيّعين آخرين، في تحد سافر للقوانين والأعراف الدولية، وهو ما أثار إدانة عالمية.

وفي كلمة بالمناسبة اليوم الخميس، وأثناء وقفة داخل مباني الشبكة، وصف سامي الحاج، مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، اغتيال شرين بأنه “جريمة قتل مفجعة خرقت القوانين والأعراف الدولية وآذت الضمير الإنساني”.

وأضاف أن إجماع الرأي العام الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية والحقوقية والمعنية بحماية الصحفيين وسلامتهم، بشكل غير مسبوق، على إدانة اغتيال الزميلة شرين، “يمثل لنا اليوم بارقة أمل لتحقيق الإنصاف في هذه القضية العادلة”.

وتعهد الحاج بمواصلة الجهود “لتفعيل كل المسارات الحقوقية الممكنة لتقديم المسؤولين عن الاغتيال إلى منصات العدالة الدولية ليطالهم العقاب الصارم بما اقترفت أيديهم الآثمة”.

وبمناسبة مرور مائة يوم على جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، قالت شبكة الجزيرة الإعلامية إن التحقيقات المستقلة كشفت أن مراسلتها قتلت عمدا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

واضافت الشبكة في بيان أن عملية الاغتيال تكشف مدى زَيف الرواية الإسرائيلية ومحاولة الإفلات من العقاب.

كما أنها تظهر حجم الاستنكار والإدانة المتزايدين يوما بعد يوم، رسميا وشعبيا، لمحاولة إسكات صوت الإعلام الحرّ بالقتل والتضليل.

واستنكرت شبكة الجزيرة محاولات التمويه والتضليل الرسمي الإسرائيلي، لا سيما أن التحقيقاتِ المستقلةَ التي أجراها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية العالمية العريقة تؤكد روايةَ أن شيرين قتلت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الحادي عشر من 11 مايو من العام الجاري.

وذكرت الشبكة أنها تتابع حملتها لإجراء تحقيق دولي مستقل ونزيه.

وتواصل – عبر خبراءَ قانونيين دوليين- المضي في الإجراءات الخاصة بتقديم ملف القضية كاملاً إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتجدد الجزيرة عهدها لعائلة شيرين وزملائها في العالم بأن تبقى وفيّة لسيرتها ومسيرتها، لا تكِلّ ولا تَـمَـلّ، حتى تظفر بالعدالة لروحها وتكشفَ الحقيقة لجمهورها.

وفي وقت سابق، وصفت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، اغتيال شيرين بأنه جريمة حرب.

وطالب بيان مشترك من 34 منظمة صحافية وحقوقية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.

وعبّر البيان، الذي نشره المعهد الدولي للصحافة، عن الصدمة الكبيرة للكثيرين في المنطقة والعالم إثر مقتل أبو عاقلة، واصفا إياها بالصحفية المخضرمة التي عملت لعقود في فلسطين.

ووصف البيان اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة بأنه “هجوم فظيع” على الصحافة.

وكشف تحقيق للجزيرة عن صورة الرصاصة التي اغتيلت بها الصحفية أبو عاقلة، وأشار خبراء عسكريون إلى أن الرصاص المستخدم هو من النوع الخارق للدروع.

وأظهر التحقيق إعادة محاكاة باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد، لمعرفة المزيد عن نوع الرصاصة المستخدمة، وعيارها الناري، ونوع البنادق المحتمل استخدامها لإطلاق هذا النوع من الرصاص. كما أظهرت تحقيقات لوسائل إعلام وجِهات دولية نتيجة مطابقة للتحقيق الذي قامت به الجزيرة.

وأعلنت واشنطن بعد الاطلاع على تحقيقين منفصلين أجراهما الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، بالإضافة للتحليل الجنائي، إلى أن شيرين قتلت “على الأرجح بإطلاق نار من موقع الجيش الإسرائيلي”.

وحملت السلطة الفلسطينية، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن اغتيال أبو عاقلة، وقالت إنها ستتابع القضية أمام المحكمة الجنائية باعتبار أن إسرائيل هي المسؤولة عن قتلها.

وتعددت روايات جيش الاحتلال الإسرائيلي بخصوص اغتيال الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، خصوصا في اليوم الأول للاغتيال؛ إذ صدرت 6 روايات إسرائيلية.

الرواية الأولى: في 11 مايو/أيار (يوم اغتيال أبو عاقلة) جاءت الرواية الأولى التي نقلتها وسائل إعلام ومواقع إسرائيلية، ونسبتها لمصدر عسكري، بأن الجيش “حيّدَ إرهابيين في مخيم جنين”، لكنها سارعت إلى شطبها من مواقعها، بعد أن تبيّن أن صحفيين أصيبا، هما علي السمودي الذي أصيب بجراح، و شيرين أبو عاقلة التي قتلت بهذه النيران.

الرواية الثانية: وفي اليوم ذاته أشارت رواية للجيش الإسرائيلي إلى أن التقديرات الأولية، خلافا لما ينشر في وسائل الإعلام العربية، هي أن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت نتيجة نيران مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين أثناء تغطيتها الإخبارية.

الرواية الثالثة: وفي وقت لاحق من اليوم ذاته جاءت الراوية الثالثة على لسان رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي الذي قال إنه في هذه المرحلة لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار عليها، وإن فريقا خاصا شُكّل لتوضيح الحقائق وتقديمها كاملة، وفي أسرع وقت ممكن.

الرواية الرابعة: وفي اليوم نفسه أيضا أفادت الرواية الرابعة للجيش الإسرائيلي بأنه بدأ التحقيق في القضية وشكّل فريقا مهنيا لبحث ظروف مقتل شيرين أبو عاقلة، وسيصل إلى الحقيقة.

 الرواية الخامسة: وفي 15 مايو/أيار كشف في الرواية الخامسة مسؤول إسرائيلي أن جنديا إسرائيليا كان يحمل بندقية مجهزة بعدسة تلسكوبية أطلق النار على بعد نحو 190 مترا من الزميلة أبو عاقلة، وقد يكون هو من أصابها.

الرواية السادسة: ويوم الـ19 من مايو/أيار أعلن الجيش الإسرائيلي رفضه فتح تحقيق جنائي في ظروف اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.وانضمت الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى قناة الجزيرة بعد عام من إطلاقها عام 1997، ووثّقت الواقع القاسي للحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي للمشاهدين في جميع أنحاء العالم.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع