أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأ لأول مرة الإدلاء بإفادته في تهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة الموجهة إليه منذ اتهامه عام 2019.

وقالت صحيفة هآرتس إن نتنياهو “يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة في ثلاث قضايا فساد مختلفة”، وإن إفادته تأتي بعد سنوات من التحقيقات والمداولات والإجراءات القانونية والتأخير”.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سيصبح “أول رئيس وزراء في منصبه في تاريخ إسرائيل يقف على منصة المحكمة”.

وانعقدت جلسة الاستماع لنتنياهو في قاعة تحت الأرض بالمحكمة المركزية في تل أبيب لأسباب وصفت بالأمنية استدعت نقل المحكمة من القدس إلى تل أبيب. كما رفضت المحكمة طلب القنوات التلفزيونية بث جلسات المحكمة في بث مباشر.

من جهتها قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو “سيدلي بإفادته ثلاث مرات في الأسبوع، وست ساعات في اليوم، بعد أن رفض القضاة طلبه بالإدلاء بإفادته مرتين فقط في الأسبوع”

وأفاد موقع تايمز أوف إسرائيل بأن “محاميي الدفاع عن نتنياهو سيقومون باستجواب رئيس الوزراء أولاً، وخلال هذه الفترة، سيكون قادرًا على شرح مطول للدفاع عن أفعاله، في عملية من المرجح أن تستمر يومين إلى ثلاثة أيام، ثم سيستغرق الاستجواب المتبادل للادعاء غالبية وقت رئيس الوزراء على منصة المحكمة”.

ولفت الموقع إلى أنه “بمجرد أن يكمل الادعاء استجوابه المتبادل، سيتمكن محامو دفاع نتنياهو من استدعائه مرة أخرى إلى منصة المحكمة إذا شعروا أنه بحاجة إلى توضيح أي شيء في إفادته”

وتتعلق قضايا الفساد المتهم بها نتنياهو بثلاث ملفات، يرتبط الأول أو “الملف 1000” بتلقي نتنياهو وأفراد من عائلته هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهؤلاء الشخصيات في مجالات مختلفة.

وتتمثل القضية الثانية المعروفة بالملف “2000” في التفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

ويُعتبر الملف 4000 الأكثر خطورة، وفق مراقبين، حيث يُتهم نتنياهو بتقديم تسهيلات تنظيمية لشركة بيزك للاتصالات، التي يملكها شاؤول ألوفيتش، مقابل تغطية إيجابية له ولعائلته في موقع والا الإخباري التابع للشركة، وتشمل التسهيلات الموافقة على صفقات دمج أفادت بيزك بمئات الملايين من الشواكل.

وقدم المستشار القضائي للحكومة السابق أفيخاي مندلبليت، لائحة اتهام ضد نتنياهو تتعلق بها نهاية نوفمبر 2019. وبدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة حتى الآن.

وسعى نتنياهو مرارا في الأشهر الأخيرة تأخير الإدلاء بشهادته بداعي الانشغال بالحرب على غزة والتطورات في المنطقة بما فيها سوريا، لكن المحكمة رفضت التأجيل.

كما يعتبر نتنياهو مطلوبا للقضاء الدولي، بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مذكرتي اعتقال بحقه ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.