نظم اليوم الخميس مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان ومنظمات دولية ندوة في جنيف بعنوان “الإعلام وسلامة والإعلاميين”، ومؤتمرا صحفيا، وذلك ضمن حملة أطلقتها تلك الجهات للمطالبة بالعدالة لشرين أبو عاقلة.

وتحدثت في الندوة لينا أبو عقله، ابنة أخ شيرين أبو عقلة، عن الجوانب الشخصية في حياة عمّتها، وعن علاقتها مع العائلة.

وقالت إنه بعد نحو 50 يوما على مقتل شيرين لم يحاسب أحد وما زالت إسرائيل تفلت من العقاب. وأشارت إلى أن هذه الجريمة ناتجة عن عقود من الإفلات من العقاب وفشل الأسرة الدولية بمساءلة إسرائيل.

وخلصت لينا أبو عقله للقول إن العدالة لشرين هي العدالة لكل الصحفيين الذين استهدفوا وقتلوا.

أما سامي الحاج مدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان فأعلن أن شبكة الجزيرة الإعلامية شكلت تحالفا قانونيا عالميا يضم فريقها القانوني إلى جانب خبراء قانونيين دوليين، وقد شرع هذا التحالف في إعداد ملف كامل حول القضية لتقديمها للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وأشار في الندوة إلى أن استهداف الصحفيين وقتلهم “تفاقم حتى صار ظاهرة مؤلمة تزعج الضمير العام”.

ولفت إلى أن “شريان أبو عاقلة اغتيلت بدم بارد برصاصة مباشرة في رأسها رغم أنها كانت ترتدي السترة المميزة لها كصحفية”.

وأضاف أن “الواجب الملقى على عاتقنا اليوم يقضي بالعمل على تعزيز سلامة الصحفيين والحد من تجاهل التحقيقات الجدية، وتقديم الجناة للمساءلة أمام المحاكم العادلة”.

مؤتمر صحفي

وفي قت سابق اليوم نظم مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بشراكة مع نادي جنيف للصحافة مؤتمرا صحفيا تحت عنوان “مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عقله.. من سينهي الإفلات من العقاب؟”، وذلك في قصر الأمم بجنيف السويسرية.

وتطرق المؤتمر الصحفي لمناقشة ظروف قتل الصحفية والمطالبة بمعاقبة الجناة، مع الدعوة الصريحة لوضع حد للإفلات من العقاب.

وفي المؤتمر الصحفي عبرت مديرة المعهد الدولي للصحافة بربارا تريونفي عن اعتقادها بأن حدة وقوع هذه الجرائم تعود إلى “فشل الاستراتيجيات الحقوقية التي نستعملها للحد من الجرائم والاعتداءات التي تطال الصحفيين”.

وقالت إن هذا يشمل وضع نظام لما بعد الحروب والذي يشمل خصوصا كيفية الحفاظ على سلامة الصحفيين أثناء مزاولتهم للمهنة، بالإضافة إلى العديد من الاستراتيجيات الأخرى التي أطلقتها الأمم المتحدة والتي ما زالت تنتهك في مناطق الصراع”.

أما جيم بوملحة المدير السابق للاتحاد الدولي للصحفيين فقال إن الصحفيين في فلسطين هم أعضاء في الاتحاد الدولي للصحفيين، وشيرين كانت واحدة من بينهم “وقد كنا في صراع لمدة 40 عاما مع ما يحدث للصحفيين هناك من اعتداءات”.

وأضاف “لدينا سجل مهم من الاعتداءات وحالات العنف الخطيرة التي تعرض ومازال يتعرض إليها الصحفيون في فلسطين”.

وفي 11 من مايو/أيار، قُتلت صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقله برصاصة مباشرة في رأسها من قبل القوات الإسرائيلية، وذلك أثناء تغطيتها لمجريات توغل إسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، وذلك بالرغم من أنها كانت ملتزمة بوضع الخوذة والسترة الواقية وكل ما يبين أنها صحفية، إلا أنها استُهدفت وقتلت بشكل صارخ، وبطريقة توصف بالاغتيال، وفق نادي جنيف للصحافة.