نفت وزارة الخارجية التابعة لحركة طالبان تقرير بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، الذي يتهمها باعتقال 256 صحفيا تعسفا منذ سيطرتها على البلاد.

ورأت الوزارة أن الرقم المعلن “مبالغ فيه” وأن الاعتقالات جرت وفقا للقانون وردا على “انتهاكات ارتكبها هؤلاء الصحفيون”، وأن التقرير عموما “بعيد عن الحقائق الفعلية”.

وأظهر تقرير لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (أوناما) ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن الصحفيين في البلاد يعملون في “ظروف صعبة”.

وقالت روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إن “الصحفيين يواجهون عادة قواعد غير واضحة بشأن ما يمكنهم تغطيته وما لا يمكنهم، مما يعرضهم لخطر الترهيب والاحتجاز التعسفي”.

وعلقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” على نتائج التقرير الأممي، قائلة إنه يوثق العديد من الحالات التي تم فيها اعتقال الصحفيين الأفغان إما “لمحاولتهم الإبلاغ عن الأحداث أو لنشر أو بث تقارير تضمنت انتقادات لسياسات طالبان”.

وأضافت المنظمة أن الحركة تطلب من وسائل الإعلام الأفغانية أيضًا الحصول على موافقة السلطات قبل نشر أي تقرير، وإنها تخضعها لأشكال أخرى من الرقابة.

وبخصوص وضعية الصحفيات في البلاد، كشف التقرير أنه كثيرا ما يتم منعهن من حضور المؤتمرات الصحفية أو رفض إجراء مقابلات معهن.

كما أوضح التقرير أنه أصبح على الرجال والنساء العمل في أماكن منفصلة مع “قيود مشددة”.

واستندت “رايتس ووتش” على مؤشر حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود الذي يصنف أفغانستان واحدة من أسوأ البلدان في العالم من حيث حرية الصحافة وسلامة الصحفيين.

وحث التقرير الأممي السلطات القائمة على “ضمان سلامة وأمن جميع الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام أثناء قيامهم بمهامهم، والإقرار بشكل كامل بأهمية عمل المرأة في وسائل الإعلام”.

من جهتها، ردت وزارة الخارجية التابعة لطالبان بأن “النساء يواصلن العمل في وسائل الإعلام بشرط الالتزام بقيود معينة تتماشى مع التعاليم الأخلاقية الدينية، مثل تغطية وجوههن والعمل بشكل منفصل عن الرجال”.

كما وصفت تقرير الأمم المتحدة بأنه “بعيد عن الحقائق الفعلية”، وذكرت أن قوات الأمن تعمل على حماية الصحفيين.

وأوضحت أن الصحفيين المعتقلين ارتكبوا انتهاكات “تراوحت بين تشجيع الأفراد على التحرك ضد النظام وتشويه صورة الحكومة وعرض تقارير كاذبة لا أساس لها من الصحة، إلى التعاون مع أعداء النظام في وسائل الإعلام وتوفير المواد الإعلامية للمنافذ المناهضة للنظام”.

وسيطرت طالبان على السلطة عام 2021 مع انسحاب القوات الأجنبية وتعهدت باستعادة الأمن، الذي اقتقدته أفغانستان منذ فترة طويلة.