الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

صحفيون يروون تجاربهم في الحروب في ندوة للجزيرة

تاريخ النشر: 12 مارس, 2023
من افتتاح جلسة

من افتتاح جلسة "التغطية الإعلامية للحرب.. الواقع والتحديات"

شارك صحفيون من شبكة الجزيرة نتفا من قصصهم أثناء تغطياتهم الصحفية، وذلك أثناء جلسة عن “التغطية الإعلامية للحرب.. الواقع والتحديات” نظمها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات.

جاء ذلك ضمن أعمال اليوم الثاني من منتدى الجزيرة الـ14 وبحضور عدد كبير من الصحفيين والمهتمين.

وفي بداية الجلسة تحدث الزميل أحمد فال ولد الدين، مؤلف كتاب “في ضيافة كتائب القذافي” عن أهم التحديات التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاعات.

وبدأ ولد الدين بسرد قصته قبل 12 عاما حين كان في مارس/آذار من 2012 مغمض العينين في سرداب في ضواحي طرابلس بمقر المخابرات الليبية، مشاركا الحاضرين قولة ضابط مخابرات ليبي له إنه تعلم من الضابط الروسي الذي دربه “أني إذا اعتقلت صحفيا وضابطا في الوقت عينه أبدأ بالصحفي لخطورته”.

وبحسب ولد الدين فإن أهم التحديات التي تواجه الصحفيين في تلك البيئات هي التحدي الأمني: حيث “يشتغل الصحفي في منطقة موارة تنتقل فيها المناطق بين لحظة من آمنة إلى منفلتة”، مشيرا إلى أن الصحفي حين يكون في منطقة غير آمنة يكون في حالة نفسية خاصة.

أما التحدي الآخر فهو مهني، حين يشتغل المرء في منطقة متوترة، فيصبح الأداء المهني أحيانا على المحك، فالأطراف أو أحدها قد ينظر إليك على أنك تقدم دعاية للطرف الآخر أو أنك خطر عليه، وهذا ما عبر عنه الضابط الليبي، ملخصا بأن “المهنية في هذه البيئات الخطرة هي العاصم لك، هي صعبة ولكنها هي العاصم”.

أما التحدي الثالث فو تحد معرفي، حيث يُلقى بالصحفي في تلك البيئات دون سابق إنذار فيكون في سباق مع الزمن للتعلم عن هذه البيئة، وعن سياق الأحداث وعن المحاذير الثقافية للمجتمع الذي هو فيه.

أما التحدي الرابع فهو نفسي عاطفي، وهو نابع من معايشة مشاهد في غاية الصعوبة، حيث يعود الصحفيون بجراحات عميقة في نفوسهم، وتظل تطاردهم حتى بعد عودتهم إلى غرف الأخبار ومقاعدهم الوثيرة.

أحمد فال ولد الدين مؤلف كتاب "في ضيافة كتائب القذافي" أثناء مداخلته

من ناحيتها، قالت هدى عبد الحميد: المراسلة المتجولة للجزيرة الإنجليزية، إن الذهاب لساحة الحرب يحمل في طياته الكثير من المسؤوليات، فبمجرد أن يندلع نزاع تكون حالة من الاستقطاب: أشرار وأخيار عدو وصديق، بينما الأمر في حقيقته ليس كذلك، موضحة أنه في الحرب الأكرانية كانت أوكرانيا هي الطرف الطيب وروسيا هي الطرف الشرير، لكن الأمر دائما أوسع من ذلك وعلينا كصحفيين أن نفهم ما يدور.

وتحدثت الصحفية عن أن “التيار الرئيسي للإعلام العالمي” كان منشغلا بطوابير اللاجئين الأوكرانيين وهم يعبرون عبر الحدود البولندية، في حين كان هذا التيار نفسه قبل خمس سنوات غائبا عن طوابير السوريين والعرقيين والأفغان، الذين لم يحظوا بالقدر الكافي من الاهتمام، وكأن هناك نوعين من البشر.. وعلى الإعلام أن يوضح أن ما يحدث هنا هو ما يحدث هناك”.

وفي حرب الخلج الثانية، تقول الصحفية، كان العراق هو الطرف الشرير والأمريكان هم الطرف الخيّر، وكانت الرسالة هي إبراز هذا التمايز، وعليه تقول هدى “يكون التحدى هو إعادة التوازن في القصص الإخبارية وأن الأمور ليست بتلك البساطة والحدية”.

وأشارت المراسلة إلى معضلة أخرى هي أنه في سياق رواية ما حدث يوجد دائما من يحاول أن يخدعك أو يورطك بأن ينقل لك أخبارا زائفة وهو ما قد يتسبب لك بإشكالات كبيرة.

ونبهت الصحفية إلى تحد آخر حين تشعر في أعماق قلبك أن هذه هي رواية الناس في مناطق الصراعات، من منظورهم ومن منظور بلادهم، و”هنا يجب ألا تسمح لنفسك ولآرائك الشخصية بأن تطغى على روايتك المتوازنة لما يجرى”.

جانب من المشاركين في الجلسة

أما صهيب العصا، مراسل الجزيرة، فافتح حديثه باسترجاع مشهد ذلك الصحفي الأميركي الذي قال له في مطار كابل وهو يهم بالدخول إلى المدينة: “كنت أظن أننا نحن الجنود هم المجانين فإذا أنتم الصحيون أكثر جنونا منا”، مشيرا إلى أن واحدا من التحديات الكبيرة هو أنك صحفي يمثل مؤسسة موجودة على جانبي خط النار كما كانت الجزيرة في الحرب الأوكرانية مثلا.

أما المذيع عثمان آي فرح، فتحدث عن لقائه الحصري في وقت صعب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسؤاله: أنت ممثل وأصبحت رئيسا في وقت صعب.. فكيف تقارن بين عملك كممثل محترف ورئيس لبلد في حالة حرب؟

ولفت آي فرح إلى بعض المواقف الإنسانية التي لا تنسى، ومنها لقاؤه –بعد مجزرة بوتشا- بسيدة تبكي بحرقة بعد دفنها والدتها المسنة تحت المبنى لتلحق بالحافلة.

أما المدير العام لشبكة الجزيرة بالوكالة، الدكتور مصطفى سواق، فقال إن هذه فرصة ندعو فيها زملاءنا في مختلف القنوات الإعلامية ليدربوا صحفييهم على العمل في ميادين الحروب ومناطق الصراع كما تفعل الجزيرة منذ سنوات، مشيرا إلى إحدى المقولات التي تتبناها الجزيرة وهي أن “حياة الصحفي أهم من أي سبق صحفي أو خبر صحفي”.

أما سكوت غريفن، نائب المدير التنفيذي بالمعهد الدولي للصحافة، فأشار إلى أن مؤسسته وثقت 932 حالة اعتداء أو تهديد للصحفيين الذين يعملون في أوكرانيا أو روسيا. بينما قتل 10 صحفيين في أوكرانيا بشكل مباشر واختطف بعض الصحفيين.

وأضاف أن “حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتن هي أيضا حرب عل الصحافة: وثقنا آلاف حالات الاعتداءات ضد الصحفيين تتضمن هجمات سبرانية”.

وفي المقابل أشار غريفن إلى أن السلطات الأوكرانية حرمت الصحفيين أحيانا من حقهم في الحصول عن المعلومة.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع