الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

سجناء غوانتنامو يسردون قصص الرعب والألم لحريات الجزيرة

تاريخ النشر: 11 سبتمبر, 2024
أحد المعتقلين: الضرب أهون بكثير من التعذيب النفسي والحرمان من النوم في معتقل غوانتانامو (رويترز)<br />

أحد المعتقلين: الضرب أهون بكثير من التعذيب النفسي والحرمان من النوم في معتقل غوانتانامو (رويترز)

محمد غلام – كابل

(يناير/ 2007 – يونيو/حزيران 2022) قطعة ثقيلة من عمر أسد الله هارون، بطعم الموت والنار والبلاء المبين، عاشها -كغيره من سجناء غوانتنامو ومنهم عبد الظاهر صابر، وعظيم الله منير، وغيرهم- وراء حدود المعقول، في التعامل الإنساني واحترام الآدمية والكرامة الإنسانية.

لا تقتصر حدود المعقول هنا على التعامل الذي قاساه هؤلاء السجناء الذين التقيناهم في العاصمة الأفغانية كابل، وإنما في التهم التي سيقت لهم أحيانا، وخصوصا حين يتحول الملح إلى مواد كيمائية وتكون المصاحف مناشير عسكرية وأدوات للتعبئة القتالية.

1- أسد الله هارون

ورغم ما قاساه من نكبات وأهوال، في السجون وفي الطرق بينها، لم يتنسم أسد الله هارون عبق الحرية، رغم التبرئة القضائية والإدارية، إلا في تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، أشرفت عليه دولة قطر. فكيف كانت البداية؟

يقول أسد الله هارون:

• أنا من ولاية ننغرهار، درست في الجامعة الإسلامية للعلوم والتقنية وتخرجت في كلية الاقتصاد، وقبل ذلك تخرجت في المدارس الشرعية.

• القبض عليّ كان في يناير/كانون الثاني 2007 وليس فبراير/شباط كما ادعى الأميركيون

• لي الآن بنت اعتقلت وهي في شهرها الثالث، وولد رزقت به بعد الإفراج عني

• قبض علي في جلال أباد في هجوم أميركي أفغاني مشترك الثالثة ليلا استخدمت فيه عشرات السيارات والمروحيات.

• كنت نائما ولم يقبضوا علي في ساحة قتال ولم يكن لدي أي سلاح.

• حولوني إلى قسم الاستخبارات الأفغانية في جلال أباد فمكثت عندهم أياما، ربما أسبوعين أو أقل، لا أذكر بالضبط لأن كان رأسي مغطى. تناوبوا على ضربي بشكل عنيف. وكنت معلقا بحث لا تلمس رجلاي الأرض طوال الوقت. وكان التحقيق منصبا هنا على معرفة أشخاص بعينهم كانوا يظهرون صورهم لي ويسألونني عنهم.

• نقلوني من جلال أباد إلى سجن استخبارتي أفغاني في كابل مكثت فيه أياما أيضا، وكان فيه أشخاص لم أعرف هوياتهم لأنهم كانوا منقبين.

• ثم رحلوني إلى سجن سري كانوا يقولون إنه ليس في أفغانستان، ومكثت فيه ثلاثة أشهر لم أعرف الليل فيه من النهار وكان المحققون كلهم من الأمريكان.. كانوا يسألونني عما إذا كنت عضوا في القاعدة وكنت أنفي.. لم يخبروني حتى باتجاه القبلة أو بأوقاتها وكنت أصلى في اتجاه خاطئ.

• بعد ذلك نقلوني إلى انفرادي في باغرام فبقيت هناك نحو 50 يوما

• أخبروني بأني سأرحل دون أن يفصحوا لي عن وجهتي فأخذوني في رحلة طويلة استمرت نحو 24 ساعة وعرفت أنني في غوانتانامو حين نزلت من الطائرة وكانوا يقرأون علي قوانين السجن.

• كان رأسي مغطى طوال الرحلة، عصبوا عيني وأذني وفمي، وربطوا يدي برجلي، وكان 3 جنود عن يميني وشمالي ولم يتركوني لأنام من الضرب.

• لم أتعرض للضرب البدني في غوانتانامو إلا في أوقات الشغب أو نحو ذلك.. الضرب كان في جلال أباد أكثر من أي مكان آخر.. ولكن كنا نعاني من تعذيب نفسي فظيع وحرمان من النوم. كان التعذيب البدني المستمر والضرب أهون عندي بكثير من التعذيب النفسي والحرمان من النوم. أمضيت ثلاثة 3 أشهر لم أنم خلالها.. وحين كنت أنام كان أحدهم يأتي ليضرب الباب الحديدي بأقسى ما لديه من قوة وكنت أقفز من شدة الخوف والارتباك. وما زلت إلى الآن أعاني من مشكلة اضطراب النوم.

• عانينا من العقوبات المستمرة، التفتيش وبطريقة غير أخلاقية.. التجويع والحرمان من الدواء.. أي عسكري يمكن أن يعاقبك بدون أي مبرر.. وحتى لو كنت في انفرادي يمكنه أن ينقلك إلى انفرادي آخر أكثر سوءا، حيث يعطونك “الشورت” وتجلس 24 ساعة على صفائح حديدية. كان الضوء مسلطا علينا بصورة مستمرة بطريقة لا تحتمل. البرد قارس، المكيفات كانت مفتوحة طوال لوقت. كان البرد أكثر مما نطيق. وفي البداية وضعوني في شبك خارجي وكان الجو حارا جدا.

• أضربت عن الطعام مرارا وحتى في باغرام. لم أفك إضرابي حتى قبل الإفراج عني بشهر. أضربت عن الطعام لمدة سنة ونصف وتعرضت لتغذية قسرية بمحلول طبي عبارة عن حليب يكانوا يحقنونه بأنبوب في معدتي عن طريق الأنف. كان ألمه مريعا، ويتضاعف الألم حين يمارسه ممرض ليس ذا تجربة.

• أسرتي لم تعرف هل أنا حي أو ميت أو عن انتقالي إلى غوانتنامو إلا بعد 3 سنوات.. عرفوا فقط أنني اعتقلت عن طريق الإعلام كانوا يبحثون عني دون أن يجدوا أي جواب لا من الحكومة العميلة وقتها ولا من جهة أخرى.

• بعد ثلاث سنوات أخبرهم الصلب الأحمر أنني في غوانتانامو، ومن ثم بدأ التواصل مع الأسرة كل ثلاثة أشهر عن طريقه، وكان الأميركيون يحتجزون بعض الرسائل ويمحون كثيرا مما فيها.

أضربت عن الطعام لمدة سنة ونصف وتعرضت لتغذية قسرية بمحلول طبي (الجزيرة)

والتهم التي وجهت لي أني:

• مقاتل بدرجة عالية من الخطورة

• منسق بين المنظمات الجهادية

• قائد عسكري ينسق العمليات العسكرية ضد التحالف الدولي

• أني قاتلتهم من 2001 إلى 2007

• وأنني عضو في حركة طالبان

• وكانت التهم تزيد وتنقص، حسب أهوائهم.

ويضيف: كنت أقول لهم أنا لست من القاعدة وليس لكم أي دليل على ذلك، وإن كنت قاتلت -وليس لكم دليل على ذلك- فهو من أجل الدفاع عن بلدي وهو وفق ما تقره القوانين الدولية واتفاقيات جنيف.

مسار الخروج الصعب

وبشأن مسار التبرئة يقول أسد الله هارون:

• بُرأت في أكتوبر/تشرين الأول 2021 من قبل المحكمة الاتحادية الأميركية ضمن مسار قضائي سلكه المحامون المدنيون داخل الولايات المتحدة، وأسبوعا بعد ذلك من قبل اللجنة العسكرية في غوانتانامو، التي يشارك فيها ممثلون من الاستخبارات والداخلية والخارجية والعدل والدفاع، ويجب أن يوافق ممثلو الجميع على تبرأتك..

• رغم كل ذلك لم يفرج عني ومكثت نحو 10 أشهر في السجن.

• بعد 6 أشهر من التبرئة ذهب المحامون إلى القاضي وأخبروه بأني ما زلت معتقلا. غضب وقال لهم: لقد برأته ومن المفروض أن يكون في بيته الآن، ورغم ذلك لم يطلق سراحي وبقيت رهينة عندهم.

• كان المحامون يقولون لي: هم يأخذون بأي مبرر لإبقائك في السجن، وإن عدم وجود علاقة سياسية أميركية مع حكومة طالبان ربما تؤخذ كعذر،

• أطلق سراحي يوم 22 يونيو/حزيران 2022 ضمن عملية تبادل أسرى رعتها دولة قطر بين الإمارة الإسلامية والأميركان.

• كانوا يريدون أن أذهب إلى أوروبا ولكني كنت أرفض.. قلت لهم لن أذهب إلا إلى بلدي أو أبقي في السجن.

أسد الله هارون رُزق بطفل بعد خروجه من معتقل غوانتانامو بعام واحد (الجزيرة)

نسيم الحرية:

• بقيت في قطر يوما واحدا جرت فيه عملية التبادل،

• بعد مجيئي من غوانتانامو قابلت والديّ، أبي وأمي، ورزقني الله بولد بعد عام، ولكن قبل ميلاده بأسبوع فقدت والدي، ثم فقدت أمي بعد ذلك بفترة..

وعن شعوره الآن يقول أسد الله هارون:

• كنا في بلاء عظيم وامتحان كبير جدا جدا، والان أنا أتجول في شوارع كابل وفي أفغانستان كلها، أحس بالأمن وأنا حر وتغمرني السعادة بذلك، وإن كنت أحس بظلم الدول الأجنبية لعدم اعترافها بالإمارة ولبقاء العقوبات على بلدي، لكن التغيرات كثيرة ومفرحة.

مدرسة السجن

وعن الدروس التي خرج بها من السجن، يقول:

السجن مدرسة كبيرة جدا.. أفكر أحيانا أني لو أخذت 10 دكتورات من أفضل الجامعات لما أعطتني الذي أعطاني السجن.. السجن جعلنا نرجع إلى الله سبحانه ونعرف حقيقة العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان.. لا يوجد شيء اسمه حقوق الإنسان.. لم يكونوا يسموننا سجناء وإنما معتقلين، وكنا نسائلهم هل نبقى أبد الآبدين معتقلين دون حقوق ودون محاكمات.

المستقبل

وعن مستقبله وعمله يقول:

لا أعمل.. وأولويتي الآن هي للتداوي.. فالسجن له آثار سلبية كثيرة، وإن كان الرجل جبلا لا بد أن يتأثر به سلبا.. أنا مريض الآن وقد أجريت العام الماضي عملية نجمت عنها مضاعفات، لدي مشاكل في الجهاز الهضمي تنجم عنها إفرازات للصديد والدم، ولدي مشاكل في المعدة ومشاكل أخرى بسبب الإضرابات عن الطعام.. أتطلع لأن أتعالج في الخارج.

أثناء اللقاء مع موفد مركز الجزيرة للحريات الزميل محمد غلام (الجزيرة)

2- عبد الظاهر صابر

بطاقة تعريف:

• عبد الظاهر صابر، من محافظة لوغر الأفغانية. درست العلوم الشرعية، متزوج ولدي ثلاثة أولاد، وقد ولدت عام 1971

• اعتقلت منتصف مايو/أيار 2002 في بيتي في لوغر، حين جاءت القوات الأميركية في حملة ضخمة وقت صلاة الفجر، استخدموا فيها نحو 13 مروحية بمختلف أنواعها وطائرات حربية وفوقها طائرة بي 52 الضخمة، فضلا عن أعداد كبيرة من طائرات الكشف والتصوير.

سؤال: لا شك أنكم، لهذا، تمثلون هدفا كبيرا وأن التهم كانت كبيرة؟

• طبعا عندهم كانت كبيرة، ولكن الدليل على أنها باطلة أني خرجت من السجن دون أي إدانة.

• أثناء الاعتقال عاملوا الأسرة بشكل سيء للغاية.. الأطفال كانوا نائمين وجرجروهم إلى خارج الغرف، ورموهم مع النساء. ألقوا بأمي وزوجتي خارج الغرف. وقف العساكر على رؤوسهم بالأسلحة أثناء تفتيش البيت.

الترحيل إلى غوانتانامو

بعد أن قضيت أربعة أشهر في سجن باغرام قرب العاصمة كابل، رحلت إلى هناك بطريقة مريعة، حيث كانت يداي ورجلاي مربوطة ببعضها وعيوني وآذاني معصّبة والأنف والفم مكممين. وفوق هذا، كنت مربوطا في عدة أماكن في الطائرة، ولا أذكر الكثير عما جرى في الرحلة، لأنهم “ضربونا بإبر تخدير”.

• في باغرام كان التعذيب قاسيا وهو أسوأ فترة تعرضت فيها للتعذيب،

• وفي غوانتانامو تعرضت لتعذيب خلال فترة وجودي الأولى وبعد ذلك تركوني لأنه لم يكن لديهم جديد. وتوقفت التحقيقات حتى نهاية 2005 حين قدموني للمحاكمة العسكرية. ثم استمر التعذيب حتى 2008 حين ضربني العساكر بشكل عنيف وقد أدت إحدى الضربات في العمود الفقري إلى إصابتي بشلل نصفي فقدت بسببه القدرة على تحريك الجزء السفلي مني بالكامل، ولم أكن أتحكم في يدي ولا رأسي. أجروا لي عملية جراحية تكللت بالنجاح بنسبة 90% ثم رجعت لوضعي الطبيعي تقريبا.

عبد الظاهر صابر: أمضيت فترة طويلة وأنا أعالج ابني نفسيا لأقنعه بأنني والده (الجزيرة)

التواصل

• عرفت الأسرة بنبأ نقلى إلى غوانتانامو عن طريق الصليب الأحمر وبعد فترة ليس بالطويلة. كنت أتوصل معها أحيانا، أرسل رسائل ولا تصل إلا بعد فترة طويلة جدا، وكما يعلم العالم فإن ادعاءات الولايات المتحدة بمراعاة حقوق الإنسان زائفة، وكانوا يشطبون أشياء كثيرة فيها بحيث تسبب حالة نفسية سيئة للعائلة. وهذا ما يحدث مع الرسائل التي تصلني، تأخيرا وحذفا. كانوا يحذفون أشياء لا قيمة لها ولكن من باب التعذيب النفسي.

• حين سجنت كان لدي ثلاث أطفال. أكبرهم في الرابعة من عمره.. كانت تأتيني صورهم وتتأخر كثيرا، وأحيانا يسحبونها أثناء التفتيش.. أحيانا يرجعونها وأحيانا لا يرجعونها نهائيا.. كنت أبعث لعائلتي بصور خلال الفترة الزمنية الأخيرة.. كان الصليب الأحمر يأتينا ليصورنا ثم يوصلها للأهل وأحيانا أيضا بعد فترات طويلة.

التهم

وبالنسبة للتهم يقول عبد الظاهر صابر إن أغلبها متصلة بالارتباط بتنظيم القاعدة أو التنظيمات الأخرى.. و”هذه فيها تفاصيل طويلة ومملة.. وفي أغلبها لا تقوم على أي أساس”. ويضيف: سأعطى مثالا، وليقس عليه:

• وجدوا في بيتي مصاحف مطبوعة بمجمع الملك فهد بالمدينة المنورة وقالوا إنها “مصاحف عربية”. والسبب في وجودها هو أننا جميعا حفاظ لكتاب الله، إخوتي جميعا وأبنائي لله الحمد، والوالد كان شيخا. كوّنوا من هذا تهمة، أولا أن المصاحف ليست مطبوعة بأفغانستان أو باكستان، وثانيا أنها للعرب، وهذا يدل على أن هذا البيت الطيني المتواضع كان بيت ضيافة للقاعدة.

• ومثلا وجدوا ملحا في “قِدر ضغط” قالوا إنه مواد كيميائية، وإني كنت أريد أن أصنع به أشياء خطيرة.. وقد أرسلوه للولايات المتحدة وأخبرني المحققون في غوانتنامو بعد أشهر بأنه كان مجرد ملح! ومع هذا لما قدّموني للمحاكم العسكرية كان من ضمن التهم أنه كان لدي في بيتي مواد كيميائية.

• توقفت المحاكمة العسكرية بعد عدة جلسات ابتدائية، بسبب الشلل الذي أصابنيٍ، ولم تستأنف حتى 2016. حين قدموني للجنة مختلطة من مختلف الأجهزة الأميركية المدنية والعسكرية، عن طريق الفيديو. وقد قررت اللجنة التي كانت ترأسها سيدة أن “هذا الشخص لا يشكل أي خطر على الولايات المتحدة الأميركية ويجب أن يفرج عنه”. لكنهم -في إطار سياسة انتهجوها حينها- لم يرحلوني إلى أفغانستان وإنما إلى سلطنة عمان وكان ذلك في 16 يناير/ 2017.

محمد منير: وضعوني تحت سرير ثم جلس عليه 5 عناصر أمنية وبقيت أعاني تحته ساعات (الجزيرة)

كرم عماني

عشت في سلطة عمان نحو سبع سنوات، لا أعتبرها أبدا إلا فترة حرية، حيث كان التعامل إنسانيا وأخويا. وقد استقدموا لي أولادي وعاشوا معي ولم أشعر إلا أني بين أهلي وفي بلدي. كنت أخرج إلى أي مكان حرا طليقا.. لا يمكن أبدا أن أنسى المعاملة الطيبة التي لقيتها في عمان.

• أمضيت فترة طويلة من الزمن وأنا أعالج ابني نفسيا لأقنعه أني والده.

• ابني الآخر حين سلم علي -وكنت أعتمر غترة عمانية- لم يعرفني، وحين بادرت لعناقه وعرفني بكى بكاء شديدا.

الدروس

• عرفنا بعض الحقائق عن الذين اعتقلونا وهم يدعون ولا يزالون يدعون تشبهم بحقوق الإنسان وحرية الدين ويضحكون على العالم. وكل هذا رأينا أنه مجرد لافتات مزيفة.. والعالم كله يعرف أنه ادعاء.

رسالتي للولايات المتحدة هي:

رسالة أي إنسان حر، أن الحكومة الأميركية إذا أرادت أن تكون مثلما تزعم، فعليها أن تصحح مسارها في العالم كله، ليس فقط مع أفراد أو جماعة معينة، وإنما مع العالم كله، خصوصا العالم الإسلامي.

دعوى ضد الولايات المتحدة

• سمعت أن هناك محامين رفعوا دعوى على الولايات المتحدة من أجل موكليهم وحصلوا لهم على بضعة آلاف، وأن هناك محامين يسعون في هذا الموضوع، لكن لم أتواصل معهم، صراحة لأني أحتسب الأجر في الآخرة، لا أريد أن أضيع أجري من أجل بضعة آلاف من الدولارات، ومال فان من أمور الدنيا.

• لا أعمل.. لا أزال في فترة نقاهة..

• مستقبل أفغانستان، من جهة الإمارة الإسلامية، أراه طيبا حيث يسعون بكل جد لعلها راقية، ولكن من جهة العالم الخارجي الأمر مختلف.. لا أدري لماذا لا يتعاملون معنا كدولة مستقرة تدير الأمور بشكل جيد.. وعموما أراه مستقبلا طيبا.

• عدت من عمان في 12 فبراير/شباط 2024.

عبد الولي حمزة يستعرض صورة ابن عمه عناية الله أفغاني الذي يقول إنه قتل شنقا في سجن غوانتانامو (الجزيرة)

3- عظيم الله محمد منير

وهو من ولاية خوست جنوبي شرق أفغانستان قرب الحدود الباكستانية، ويعمل حاليا في وزارة الداخلية. يقول:

• اعتقلت عام 2003 في خوست من قبل المخابرات الأفغانية، حين تعرضت خلال يومين لأبشع أنواع التعذيب. وضعوني تحت سرير ثم جلس عليه خمسة عناصر أمنية وبقيت أعاني تحته خلال ساعات، وقد اتهموني بعضوية حركة طالبان. ثم سلموني للقوات الأميركية.

• بقيت 6 شهور في سجن باغرام بيد الأميركان، حيث تعرضت للتعذيب القاسي: التجويع، الحرمان من النوم، والإهانات الدينية كرمي المصف الشريف والدوس عليه.

• واستعدادا لنقلي إلى غوانتانامو، حلقوا شعر رأسي ولحيتي وحواجبي -مثلما فعلوا بالآخرين- وأخضعت لتصفيد كامل وربط للأيدي بالأرجل، ثم رميت في الطائرة مثل طرد، وأحكم وثاقي بتمديدات داخل الطائرة، ومنعت من النوم خلال الرحلة القاسية التي استمرت زهاء 24 ساعة.

• في غوانتانامو رمونا في غرف مثل أقفاص العصافير: متر ونصف في 60 سنتمتر، نأكل فيها ونشرب وننام ونصلي ونقضي حوائجنا. وكنا نحرم من النوم في البداية.

• اتهمت هنا بأني عضو في القاعدة أو كنت أساعدها. ونقل لي المحامي أكثر من مرة الاتهامات، وكنت أرد عليها وبعد أشهر تردني التهم نفسها. ورغم أنهم كانوا يصنفونني بأني “متهم خطير” فقد خرجت عام 2007 دون المرور على أي محكمة.

• وبشأن الدروس التي خرجت بها، فهي أن الحق منتصر مهما طال الوقت وأن الباطل زائل لا محالة.

• أما رسالتي للولايات المتحدة فهي أن “تكبركم وغروركم وغطرستكم تجاه المسلمين لن تنجح، سواء في أفغانستان، أو في فلسطين، أو أي مكان آخر”.

4- عناية الله أفغاني

وقد مكث في السجن أربع سنوات قبل أن يتوفى تحت التعذيب كما يقول أهله. وقد اعتقل في يوليو/تموز 2006 في قندهار جنوب البلاد، ومكث 3 أشهر في باغرام قبل نقله إلى غوانتانامو، حين توفي في ظروف غامضة في مايو/أيار 2011.

وقد التقينا في كابل ابن عمه عبد الولي حمزة، الذي يقول:

• عناية الله خضع لتعذيب شديد من قبل الأميركيان، “ثم شنقوه، لكنهم اتهموه بأنه انتحر، وهي كذبة، لأنه في ليلة وفاته التقى بسجناء آخرين وكان يتحدث معهم ولم يكن يعاني من أي مشاكل نفسية”.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع