اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الجيش المالي وقوات مجموعة فاغنر الروسية المتحالفة معه بارتكاب عشرات الإعدامات الميدانية والإخفاءات القسرية بحق رجال من قومية الفلان منذ مطلع عام 2025.

وذكرت المنظمة، في تقرير صدر اليوم، أن هذه الانتهاكات اقتُرفت تحت ستار محاربة جماعات إسلامية مسلحة، أبرزها جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وتأتي في سياق عمليات عسكرية مشتركة لمكافحة التمرد في عدة مناطق من البلاد.

وذكرت أن ما لا يقل عن 12 رجلا من الفلان أُعدموا ميدانيا بينما اختفى 81 آخرون قسراً خلال الأشهر الماضية، مع ورود تقارير موثوقة عن مجازر جماعية بحق رعاة الفلان في ولاية خاي.

وجاء في التقرير أن القوات المالية ومقاتلي فاغنر كثفوا استهداف القرى الفلانية، متهمين سكانها بالتواطؤ مع الجماعات الجهادية.

ووفق شهادات موثقة، شهدت مناطق سيغو وتمبكتو هجمات مشابهة، حيث تم اعتقال مدنيين وإخفاؤهم بعد نقلهم على أيدي القوات المشتركة، بينما لم تقدم السلطات أي معلومات عن مصيرهم.

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق إفلات مستمر من العقاب، خاصة بعد انسحاب بعثة الأمم المتحدة من مالي وتراجع الرقابة الإقليمية بخروج البلاد من مجموعة إيكواس مطلع العام الجاري.

وحمّلت المنظمة المجلس العسكري الحاكم المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم، ودعت الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي إلى الضغط من أجل كشف مصير المختفين وضمان محاسبة المسؤولين وإنصاف الضحايا، ورأت أن ما حدث يرقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي.