استنكرت منظمة للدفاع عن حقوق السجناء في ولاية تكساس الأميركية ظروف الاحتجاز خلال أشهر الصيف الحارة، بعد وفاة ثلاثة أشخاص وراء القضبان.
وتقدّمت المنظمة بدعوى قضائية لإلزام السلطات المحلية فرض حدود قانونية للحرارة داخل الزنزانات، تتراوح بين 18 و29 درجة، وهو ما يستلزم تركيب مكيفات هواء.
ويشار إلى أن معظم السجون التي تديرها وزارة العدل في تكساس لا يتوافر فيها التكييف، أو يكون جزئيا.
ورأت رئيسة منظمة “المدافعون عن مجتمع سجون تكساس” أميت دومينيك أن قرارا قضائيا يعطي السجناء حقوقهم سيكون بمثابة سابقة للولايات الأخرى التي تواجه المشكلة نفسها. ولاحظت أن “التغيّر المناخي يؤثر على السجون في كل أنحاء الولايات المتحدة”.
وترتكز المنظمة في التسويق لمطالبها، على وفاة ثلاثة سجناء عام 2023. وبلغت حرارة جسم اثنين من هؤلاء أكثر من 41 درجة، هما باتريك ووماك (50 عاما) الذي رفضت إدارة السجن توفير حمام ماء بارد له، وجون كاستيلو (32 عاما) الذي حاول الحصول على الماء المثلج 23 مرة قبل العثور عليه ميتا.
أما إليزابيث هاغرتي (37 عاما) فطلبت المساعدة قبل وفاتها بأيام لأن وضعها الصحي كان يتدهور بسبب الحرّ والطفح الجلدي على جسمها.
وقالت أميت دومينيك “في كل صيف، (…) نفقد أرواحا بسبب ترك السجناء يعانون الحرّ في هذا المبنى المشيّد بالطوب”.
وأضافت “الأمر يتعلق حقا بالتمكن من البقاء على قيد الحياة كل صيف”.
ماء المراحيض
وروَت السجينة السابقة مارسي ماري سيمونز أنها كانت خلال وجودها وراء القضبان تستخدم “مياه المرحاض لأنها أكثر برودة من ماء الصنبور”.
وتقول المرأة التي أمضت عشر سنوات في أحد سجون تكساس “إنها قضية إنسانية (…) حبس أشخاص في درجات الحرارة المرتفعة هذه عقوبة قاسية”.
وفي عام 2012، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن جون ويتماير الذي كان آنذاك عضوا في مجلس الشيوخ عن تكساس، أكّد أن “لا حافز” لدى سكان الولاية لتحمّل تكلفة تكييف الهواء “لمرتكبي الجرائم الجنسية والمغتصبين والقتلة”.
لكنّ وزير العدل في الولاية براين كوليير أقرّ خلال جلسة استماع في مطلع أغسطس/آب بأن الحرّ قد يكون ساهم في وفاة باتريك ووماك وجون كاستيلو وإليزابيث هاغرتي في عام 2023، إذ فاقم الأمراض التي كانوا يعانونها أصلا.
ومنذ عام 2017، تحضّ وزارته برلمان تكساس على تخصيص اعتمادات لمعالجة هذه المسألة. وفي العام المنصرم، أُقرّ بالفعل جزء من الموازنة المطلوبة لهذا الغرض، مما أتاح توفير التكييف لـ1760 سريرا إضافيا في سجون الولاية.
وأشار إلى أن السجون تستمر، في ظل غياب التكييف، في الاعتماد على المراوح والمياه المثلجة والحمامات الباردة، وتتيح للسجناء نقلهم إلى أقسام مشتركة مكيّفة، كالمكتبة أو المستوصف، لمساعدتهم في تحمّل الحرّ.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع