خليل معتوق محام وحقوقي وباحث وسياسي يساري سابق، رهن حياته للمعتقلين السورين قبل الثورة وأثناءها، يقبع في زنازين النظام السوري منذ 11 عاما.
وقد اعتقل معتوق، وهو مدير للمركز السوري للدراسات والبحوث القانونية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2012 مع زميله ومساعده محمد ظاظا بينما كانا في طريقهما إلى دمشق.
ومن المعتقد أنه قبض عليه بعد إيقافه عند إحدى نقاط التفتيش الحكومية، ثم احتجز في ظروف تبلغ حد الاختفاء القسري منذ ذلك الحين، وفق منظمة العفو الدولية.
وعلى الرغم من إنكار السلطات اعتقاله، إلا أن بعض المحتجزين الذين أفرج عنهم في 2015 أبلغوا عائلة معتوق أنهم رأوه أثناء فترة احتجازهم في مختلف أماكن الاحتجاز التي تديرها الحكومة، بما فيها فرع أمن الدولة 285 وفرع المخابرات العسكرية 235 في دمشق. ومنذ ذلك الحين، لم تتلق العائلة أي معلومات عن مكانه.
وقالت ابنته رنيم في تقرير للعفو الدولية عام 2015 “ترك اختفاؤه فجوة كبيرة في حياتنا. وبالنسبة لفتاة تعيش في الحي الذي كنا نعيش فيه، صار العيش من دونه جحيما”.
ولم يكن غريبا على أبيها خليل معتوق، وهو المحامي المتخصص في حقوق الإنسان الذي يدافع عن السجناء السياسيين وسجناء الرأي في سوريا، أن يتعرض للتهديد والتحرش والترهيب من جانب السلطات السورية، “بل إنه تعرض لحظر السفر من قبل أن يبدأ الصراع في سوريا”، بحسب العفو الدولية.
وقد انحاز خليل معتوق مبكرا للدفاع عن المظلومين والمضطهدين، ولم يتردد في إعلان انسحابه من الحزب الشيوعي السوري ليتفرغ نهائياً للعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.
ودأبت منظمات حقوق الإنسان الدولية خلال السنوات الماضية للتذكير بمحنته، مذكرة بأن أماكن الاحتجاز التي تديرها قوات الأمن التابعة للحكومة السورية مروعة، ويتنشر فيها التعذيب والظروف غير الإنسانية، حيث قتل فيها آلاف المعتقلين منذ عام 2011.
وأعربت تلك المنظمات في تقاريرها المتوترة عن قلقها البالغ من أن الاحتجاز في مثل تلك الظروف قد يعرض حياة معتوق للخطر، مشيرة إلى أنه يعاني من مرض خطير في الرئة يتطلب العلاج المناسب والرعاية الطبية، والذي يخشى أنه لم يحصل عليها أبدا.
ويقول الكاتب السوري علي العبد الله إن خليل معتوق أمضى -قبل اعتقاله- عشرين عامًا من حياته المهنيّة في القيام بمهمة خطرة وحساسة: الدفاع عن المعتقلين السياسيين في مناخ غير دستوري أو قانوني حيث حالة الطوارئ والأحكام العرفيّة المفروضة على البلد دون انقطاع منذ العام 1963.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع