انتقد خبراء في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة دولا أغلبها غربية لمواصلتها دعم إسرائيل على الرغم من “الإبادة الجماعية” التي تمارسها في غزة والتي قد تحول إسرائيل إلى دولة “منبوذة”.
وبعد مرور ما يزيد على 11 شهرا على اندلاع الصراع، تثير الكارثة الإنسانية في غزة تساؤلات حيال الدعم السياسي والعسكري طويل الأمد الذي تقدمه الدول الغربية لإسرائيل، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان توردان إليها الأسلحة.
وقالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، في مؤتمر صحفي في جنيف “من المذهل أنه في مواجهة الهاوية التي وصلت إليها الأراضي الفلسطينية المحتلة… ظلت معظم الدول الأعضاء غير نشطة في أفضل الأحوال، أو تساعد بنشاط السلوك الإجرامي لإسرائيل وتدعمه”، مكررة اتهامات الإبادة الجماعية.
وقالت ألبانيز، وهي محامية إيطالية، إنها تشير في انتقاداتها إلى دول غربية وبعض دول الخليج ودول أخرى.
وأضافت “أعتقد أنه لا مفر من أن تصبح إسرائيل منبوذة في ظل هجومها المستمر الذي لا هوادة فيه على الأمم المتحدة، وعلى ملايين الفلسطينيين”، مشيرة إلى الهجمات اللفظية والعسكرية على منشآت المنظمة الدولية في غزة.
وشككت ألبانيز كذلك في حق إسرائيل في الحصول على مقعد في الأمم المتحدة والذي حصلت عليه عام 1949. وتساءلت “هل ينبغي النظر في عضويتها بهذه المنظمة التي يبدو أنها (إسرائيل) لا تحترمها على الإطلاق؟”.
وردا على تعليقاتها، انتقدت بعثة إسرائيل الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف ألبانيز قائلة “هي غير مؤهلة لتولي أي منصب في الأمم المتحدة، وهذا ما أوضحه الكثيرون”.
وكانت تصريحات سابقة للمقررة الخاصة بشأن الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) موضع انتقاد، بما في ذلك من سفيرة الولايات المتحدة في جنيف التي قالت إن لديها تاريخا من التعليقات “المعادية للسامية”.
بدوره، شدّد الخبير المستقل المعني بتعزيز نظام دولي ديموقراطي وعادل، جورج كاتروغالوس، على وجوب أن تعامَل إسرائيل وفق المعايير نفسها المعتمدة مع كل البلدان، ودان هجماتها المتكرّرة على مسؤولين أمميين أو وكالات أممية.
وقال للصحفيين “لم يعد بإمكاننا تحمّل هذا النوع من ازدواجية المعايير والنفاق”.
وتابع “أنا واثق من أن المواطنين التقدميين والديموقراطيين في إسرائيل لن يسمحوا لبلدهم بأن يصبح منبوذا على غرار ما كانت عليه جنوب إفريقيا إبان حقبة الفصل العنصري”.
من جهته، حذّر المقرّر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروخو-أغودو، من أن تجاهل إسرائيل وحلفائها الصارخ لما خلصت إليه محاكم دولية ومجلس الأمن وغيرهما من الهيئات الأممية فيما يتّصل بالنزاع، يقوّض المنظمة ككل.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع