الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

خادم وعبد.. في اليمن عنصرية بسبب اللون

تاريخ النشر: 16 يوليو, 2020

لا يعوّل “المهمّشون” في اليمن من سود البشرة على تغيير ظروفهم السيئة المستمرة منذ مئات السنوات، على الرغم من زخم حركة “حياة السود مهمة” المناهضة للعنصرية في العالم.

وأثارت وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس تظاهرات حاشدة وموجة من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في أنحاء العالم.

لكن في صنعاء، يقول اليمني هيثم حسن إنه لا يزال يسمع الآخرين ينعتونه بكلمات مثل “خادم” أو “عبد” بسبب لون بشرته الداكن.

وفي منطقة دار سلم في جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، يعيش “المهمشون”، وهو الاسم الذي يعرفون به، في حي عشوائي يسمى “محوى” في ظروف صعبة للغاية وفي فقر مدقع.

في شوارع المحوى الضيقة، بيوت مصنوعة من ألواح كرتونية وخيم وأخرى مبنية بالحجارة، ويمكن رؤية نساء يطبخن في الشارع. ويقول حسن “كأننا شريحة منفصلة عن اليمنيين مع أننا نحمل البطاقة الشخصية اليمنية”.

ويضيف “تلتقي بأشخاص يقومون بالتأفف ويهربون منك ويقولون هذا “خادم” ومثل هذه الألفاظ. وفي المدارس يعاملون أطفالنا بشكل مختلف عن الأولاد الآخرين (..) وكذلك في الأسواق، نلفت أنظارهم وأول شيء يقولونه انظروا هذا لونه أسود، هذا خادم”.

ويعمل “المهمشون” في وظائف مثل كنس الشوارع وجمع القمامة وغيرها. ويعيشون في مناطق مختلفة في اليمن من صنعاء وصولا إلى عدن في الجنوب، وخصوصا في منطقة تهامة التي تمتد من مضيق باب المندب حتى مدينة الحديدة في غرب البلاد.

وبحسب المجموعة الدولية لحقوق الأقليات ومقرها لندن فإن هؤلاء يعانون “من نسب عالية من البطالة ويعيشون في العادة في الفقر، ولا يملكون الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه أو الصرف الصحي أو التعليم أو حتى الفرص الاقتصادية”.

ويُقدّر بأنهم يشكّلون بين 2 إلى 5% من السكان البالغ عددهم نحو 27 مليونا، بينما تشير تقديرات أخرى الى أنهم يشكلون 10% من السكان.

وفي اليمن الذي يغلب على مجتمعه الطابع القبلي، أدّى وجود المهمشين خارج تصنيف القبائل إلى جعلهم أكثر عرضة للتمييز القائم على النسب.

ويقول شيخ “المهمشين” في منطقة دار سلم في صنعاء، مجاهد عزام، “نحن نعاني من التفرقة العنصرية. لا ندري هل حكموا علينا لأن بشرتنا سوداء؟ لم يعطونا أي حقوق. لكن الآن جاء الوقت لنحصل على حقوقنا”.

ودعا عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، الشهر الماضي إلى إدماج “المهمشين” في المجتمع. وحث على إطلاق برنامج وطني طويل الأمد لدمج هذه الفئة في المجتمع.

وأثارت هذه الدعوة الأمل بين عدد منهم مثل هيثم الذي يقول “بدأت نظرة أمل بعد مبادرة السيد الحوثي. ونتأمل خيرا بتغيير تعامل الناس معنا”.

لكن رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين نعمان الحذيفي، يرى أن دعوة الحوثي “مبطنة” بهدف تجنيدهم للقتال في صفوف المتمردين، ويؤكد أن المبادرة تهدف إلى “إثارة مشاعر المهمشين واقتيادهم إلى الجبهات للقتال معهم”.

وتقول الباحثة في “هيومن رايتس ووتش” أفراح ناصر إن حياة المهمشين تشبه “الجحيم على الأرض”، وتشير إلى تعرضهم لتمييز ممنهج وحرمانهم من حقوق أساسية وتمييز حتى في الحصول على مساعدات إنسانية.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع