نظم مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بالتعاون مع شركائه ندوتين تخصصيتين في جنيف تناولت إحداهما موضوع سلامة الصحفيين وإفلات مرتكبي الجرائم ضدهم من العقاب، بينما تناولت الثانية تأثير مكافحة الإرهاب على حرية الصحافة وسلامة الصحفيين.
وجرت وقائع الندوة الأولى اليوم الأربعاء في المركز الدولي للمؤتمرات بجنيف، وذلك على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته العادية رقم (57) المنعقدة في قصر الأمم المتحدة.
وشارك في الندوة طيف من الخبراء وقيادات المنظمات والشبكات والاتحادات الدولية والإقليمية الفاعلة في مجال حماية الصحفيين وسلامتهم.
وبحثت الندوة مخاطر توسع ظاهرة قتل الصحفيين وإفلات مرتكبي الجرائم ضدهم من العقاب خاصة في النزاعات المسلحة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات خصوصا بشأن دور الدول في اتخاذ تدابير فعالة لحماية الإعلاميين من تعرضهم للتخويف والاحتجاز التعسفي والتعذيب الذي يستهدف إسكاتهم، فضلا عن إجراء التحقيق بصرامة في جميع الاعتداءات التي تطالهم، إلى جانب التعويض المادي والمعنوي لهم ولذويهم.
كما استكشفت الندوة فرص التضامن الجماعي المستمر والواسع النطاق بين المنظمات المعنية بتعزيز حرية الصحافة وسلامة الصحفيين، ووسائل الإعلام، والآليات الدولية والإقليمية المعنية بحماية وتعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة.
وركزت الندوة على التزامات الدول لضمان قدرة الصحفيين على تقديم التقارير بحرية وأمان -في أوقات السلم والحرب- وما يمكن القيام به لضمان وفاء الحكومات بهذه الالتزامات.
كما تناولت ضمان المساءلة عن الهجمات على الصحافة في حالات النزاع المسلح، بما في ذلك “الوضع المدمر في فلسطين”. وقد استمعت الندوة إلى شهادات موثقة من مدير مكتب الجزيرة في فلسطين الزميل وليد العمري عما تعرض له زملاؤنا في الجزيرة من انتهاكات واسعة من سلطات الاحتلال شملت القتل وإغلاق المكاتب.
وناقش الندوة كذلك دور الآليات الدولية لحقوق الإنسان والمحاكم (الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية) ولجان التحقيق في دعم القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الصحفيين.
أما الندوة الثانية فجرت وقائعها يوم أمس الثلاثاء وتناولت “تأثير مكافحة الإرهاب على حرية الصحافة وسلامة الصحفيين”.
وشارك فيها مجموعة متنوعة من الخبراء ومنظمات حرية الصحافة ومدافعون عن حقوق الإنسان وصحفيون وممثلو وسائل الإعلام والدبلوماسيين والأكاديميين.
وركزت الندوة على إنشاء وإنفاذ أطر قانونية دولية أكثر قوة لحماية الصحفيين من الاعتداءات المستهدفة وضمان المساءلة.
وجرى ذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لخطة العمل المشتركة بشأن سلامة الصحفيين، التي سيتم الاحتفال بها في أديس أبابا في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ودعت الندوة إلى إطلاق حملة مناصرة عامة عبر التلفزيون والإذاعة والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، للدعوة إلى إنهاء الإفلات من العقاب، والحث على إجراء تحقيقات شاملة في مقتل الصحفيين في غزة ومناطق الصراع المسلح الأخرى.