رحبت منظمتا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” بإعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان سعيه لإصدار مذكرة اعتقال بحق الزعيم العسكري في ميانمار، مين أونج هلاينج، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تجاه أقلية الروهينغا المسلمة.

ووصفت أغنيس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، الإعلان بأنه “خطوة حاسمة وإشارة مهمة بأن أولئك الذين يُزعم أنهم مسؤولون عن جرائم بموجب القانون الدولي سيتم البحث عنهم لمواجهة الاعتقال والمحاكمة”.

ولفتت كالامار إلى أهمية “كسر حلقة الإفلات من العقاب في ميانمار الآن”، مشيرة إلى “ضرورة إخضاع مين أونج هلاينج للاعتقال الفوري وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة المحاكمة إذا تم إصدار مذكرة التوقيف”.

وأوضحت العفو الدولية أن مين أونج هلاينج “أشرف على العمليات العنيفة ضد الروهينجا في عامي 2016 و2017، وقاد انقلاب عام 2021 الذي أدى إلى مقتل ما يقرب من 6000 مدني وأغرق ميانمار في الفوضى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.

بدورها قالت ماريا إيلينا فيجنولي، المستشارة القانونية الدولية البارزة في هيومن رايتس ووتش، إن طلب الجنائية الدولية “يرسل إلى أقلية الروهينغا رسالة مهمة مفادها أن نضالهم من أجل العدالة لم يُنس”.

وطالبت “رايتس ووتش” بالمساءلة الشاملة من خلال “توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لمعالجة النطاق الكامل للجرائم من خلال إحالة الوضع في ميانمار إلى المحكمة”.

كما دعت المنظمة الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية إلى “دعم المحكمة بشكل كامل ورفع صوتها للدفاع عن ولايتها العالمية المستقلة”.

وعلى الرغم من أن ميانمار ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن القضاة في أحكام سابقة خلال عامي 2018 و2019 قالوا إن المحكمة لديها سلطة قضائية على الجرائم المزعومة عبر الحدود والتي وقعت جزئيا في بنغلادش المجاورة، العضو في المحكمة.

وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم المرتكبة ضد الروهينغا منذ ما يقرب من خمس سنوات.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم أحمد، قد صرح أمس الأربعاء بأنه سيسعى إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق قائد الجيش في ميانمار بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق أقلية الروهينغا المسلمة.

وفر مليون شخص من الروهينغا، معظمهم إلى بنغلادش المجاورة، هربا من هجوم عسكري شنته ميانمار في أغسطس/آب 2017، وهي حملة وصفها محققون بالأمم المتحدة بأنها مثال واضح على التطهير العرقي.