الدكتور ناصر بن غيث أكاديمي إماراتي مرموق وخبير اقتصادي ومحلل مالي، يعد من أشهر الخبراء الاقتصاديين على مستوى الوطن العربي، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة “إسيكس” (Essex) البريطانية عام 2007.
وحصل قبل ذلك على ماجستير القانون الدولي من جامعة “كيس ويسترن ريسرف” بولاية “كليفلاند” الأميركية.
وكانت درجة الدكتوراه التي حصل عليها بن غيث في مجال “التكتلات الاقتصادية” وهو تخصُّص نادر عربيا يجمع بين ثلاثة علوم هي “الاقتصاد” و”القانون الدولي” و”السياسة الخارجية”، وقد أصبح بها أول محاضر إماراتي في فرع جامعة السوربون الفرنسية بأبو ظبي.
ويقضي بن غيث السجن عشر سنوات بعد أن أدانته محكمة إماراتية في مارس/آذار 2017 بنشر “معلومات كاذبة للإضرار بسمعة ومركز الدولة”، وذلك إثر تغريدات له عن مجزرة رابعة العدوية التي قضى فيها المئات في مصر.
واعتقل بن غيث في أغسطس/آب 2016 بعد مداهمة منزله وتفتيشه، حيث قضى نحو عام كامل في الاختفاء القسري، وهي الفترة التي توفي فيها والده ودفن دون أن يراه.
وتقول مصادر حقوقية ونشطاء إن بن غيث المعتقل في سجن الرزين في أبو ظبي يعاني من ضغط الدم وهو محروم من الدواء مما تسبب له بتضخم في القلب.
وإثر الحكم الصادر ضده، والذي لقي استهجان عدد من المنظمات الحقوقية البارزة، أصدر بن غيث رسالة من سجنه المعزول في صحراء أبوظبي، أكد فيها رفضه القاطع للحكم وقال إنه “جاء ليكشف عن أنه لا مكان للرأي الحر في الإمارات”.
وأشار إلى أن “ما تمت محاكمته ليس أفعال ناصر بن غيث وأعماله وإنما هو أقوال ناصر بن غيث وآراؤه التي عبّر عنها بحرية والتي تقتضيها نواميس الطبيعة وتكلفها القوانين الدولية ويقرها دستور الدولة”.
وأكد بن غيث أنه يرفض الطعن على حكم محكمة الاستئناف، حتى لا يمنح “الحكم” شرعية في المحكمة الاتحادية، لكونه واثقا –كما قال- من تأييد هذه المحكمة للحكم الصادر ضده، نظرا لتجربة عشرات الناشطين.
وأضرب بن غيث عن الطعام في شباط/فبراير الماضي قبل أن تجبره السلطات الإماراتية على إنهاء إضرابه وتهديده بمنع الزيارات عنه كليا.
وفي وقت سابق أصدرت الحملة الدولية للحريات في الإمارات -وهي منظمة حقوقية بريطانية- بيانا حثت فيه السلطات الإماراتية على الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدكتور ناصر بن غيث.
وأوضح البيان أن المعتقل الإماراتي تعرض للتعذيب لدخوله في عدد من الإضرابات عن الطعام، كما نقل إلى سجن الرزين سيئ السمعة في أبو ظبي، وفق تعبير البيان.
وطالبت المنظمة السلطات الإماراتية بالالتزام بمعايير الأمم المتحدة لقواعد الحد الأدنى في معاملة السجناء، التي تقضي بمنحهم حقوقا أساسية مثل الرعاية الطبية الكافية.
كما طالبت المنظمة بالسماح لهيئات الأمم المتحدة بزيارة سجن الرزين لتفقد أوضاعه، وهو ما رفضته السلطات الإماراتية مرارا في السابق.
وعرف بن غيث بشجاعته واستقلاله في الرأي وفي خضم ثورات الربيع العرب العربي نشر مقالا تحت عنوان “ثورات العرب: ظروف تتغير وعِبَر تتيسر”، منتقدا فيه اعتماد الإمارات على مثلث “الثروة والقمع والدعم الخارجي” من أجل ضمان استقرارها.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع