طالب خبراء وممثلون لمنظمات إغاثية وإنسانية دولية بزيادة الموارد والإمكانيات المادية واللوجستية التي يقدمها المجتمع الدولي للتعامل مع الآثار والتداعيات التي خلفتها جائحة الكورونا خصوصا بالنسبة للاجئين والنازحين والسجناء في بلدان العالم المختلفة وبالأخص في البلدان التي تعاني من الصراعات والحروب وعدم الاستقرار.
جاء ذلك في إطار ندوة إسفيرية بعنوان ( اللاجئون والنازحون والسجناء : ضحايا الكورونا) التي نظمها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر يوم الأربعاء 16 سبتمبر 2020، من الساعة السادسة إلى السابعة مساءً بتوقيت الدوحة، وتم بثها على شاشة قناة الجزيرة مباشر والمنصات الرقمية للقناة والمركز.
ناقشت الندوة محورين الأول عن اللاجئين والنازحين في مناطق النزاعات المسلحة والكوارث في ظل جائحة الكورونا، وتحدث في هذا المحور عبر اسكايب من باريس الدكتور ميغو ترزيان رئيس منظمة أطباء بلا حدود في فرنسا، والسيدة سارة الزوقري المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط – من العاصمة اللبنانية بيروت
وقال ترزيان إن منظمة أطباء بلا حدود سعت لتحويل أزمة جائحة كورونا من تحد إلى فرصة لابتكار وسائل وطرق جديدة لتطوير عملها، موضحا أن المنظمة أقامت عدة مستوصفات ميدانية في شمال شرق سوريا للتعامل مع الكورونا فقط كما أن لديها 40 سريرا في مستشفى إدلب الوطني لمرضى الكورونا.
بحثت الندوة في تعقيدات الأزمة الصحية العالمية التي أحدثتها جائحة كورونا وما كشفته من معاناة إنسانية للأفراد والشعوب على مستوى العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في ظل قصور بعض الأنظمة الصحية المحلية عن الاستجابة للطوارئ وتوفير ضمانات الرعاية العلاجية والوقائية لمجابهة الوباء الذي تصاعد انتشاره تدريجياً حتى بلغ جائحة عالمية منتصف مارس الماضي.
كما سلطت الضوء على مستوى الاستجابة الإنسانية لمعاناة الفئات الأكثر هشاشة من النازحين واللاجئين أو المحرومين من حريتهم في السجون والمعتقلات، ودور المنظمات الدولية والإقليمية في تخفيف آثار الكارثة على هذه الشريحة من ضحايا الجائحة.
وأوضح الدكتور ترزيان أن منظمة ( أطباء بلا حدود) لديها مساهمات ملموسة في مساعدة السلطات الوطنية العراقية للتعامل مع كورونا في مناطق كركوك والموصل ومخيمات اللاجئين في كردستان العراق
كما لديها مساهمات في التعامل مع السجناء من اللاجئين غير الشرعيين في ليبيا سواء في طرابلس أو بني وليد ومصراته وقامت الفرق التابعة للمنظمة بمجهودات كبيرة للتكيف مع تلك الأوضاع في ظل جائحة الكورونا.
وأشارت سارة الزوقري المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى هشاشة وضعف البنية الأساسية وخصوصا المنشآت الصحية في العديد من دول العالم التي تعمل فيها اللجنة، مؤكدة أن احتكاك اللجنة المباشر مع الناس سمح لها بالتأكد من أن جائحة كورونا أضافت عبئا جديدا ثقيلا على معاناتهم سواء كانوا لاجئين أو نازحين من ضحايا الحروب.
وفي المحور الثاني بعنوان:” السجناء: ضحايا كورونا” تحدث الدكتور مصطفى جاويش، طبيب ووكيل وزارة الصحة سابقا في مصر – من لندن، والسيد / عماد جلجال المحامي والمستشار القانوني – من الخرطوم.
وفيما أشار جاويش إلى تردي الأوضاع الصحية في سجون النظام المصري، أكد جلجال على أهمية تقديم المجتمع الدولي للمزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية لحكومة الخرطوم للتغلب على المشاكل الطارئة التي تواجهها والتي كان آخرها أزمة الفيضانات التي تسببت في تشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب السوداني، وخلفت أضرارا تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
رابط الندوة على يوتيوب:
//www.youtube.com/watch?v=nxyyI8ld6Oc&feature=youtu.be