نظمت “جامعة حمد بن خليفة” القطرية بالتعاون مع مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء فعالية بعنوان “تحديات الواقع الإنساني وآفاق العمل الإغاثي في غزة”.
وجرت الفعالية بحضور نخبة من السفراء وممثلي المنظمات الإنسانية والإعلاميين وشركاء العمل الإنساني، وشملت محاضرات ومعارض.
وتأتي الفعالية، وفق مدير برنامج ماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية في الجامعة، مصطفى عثمان إسماعيل الأمين، “للتعبير عن تضامننا مع أهلنا في غزة ولمناقشة واقعهم الصعب والتفكير سويا في كيفية تحسين استجابتنا الإنسانية لاحتياجاتهم الملحة”.
ويتزامن تنظيم الفعالية، وفق المسؤول الأكاديمي، مع “مرور عام على الحرب على غزة ولإحياء هذه الذكرى الأليمة وتسليط الضوء على ما خلفته من تحديات إنسانية كبيرة ولكي ننظر سويا في آفاق العمل الإنساني الذي لا يزال يحمل الأمل لشعب يعاني منذ سنوات تحت وطأة النزاع والحصار”.
ويشدد الأمين على أن مرور عام على هذه الأزمة “يجبرنا على النظر إلى ما هو أبعد من الأرقام والإحصائيات، فكل رقم يحكي قصة وكل قصة تروي واقعا إنسانيا مؤلما لشعب يعيش بين حصار متواصل ونقص حاد في أساسيات الحياة”.
ويضيف: “المستشفيات دمرت وتعرضت المدارس والمرافق العامة للأضرار الجسيمة ويواجه الأطفال والشاب تحديات كبيرة للعيش وللتعلم والعمل في بيئة صعبة تفتقر للأمان والبني التحتية الأساسية”.
ونوه المسؤول الأكاديمي بأهمية العمل الإغاثي الذي تقوم به المنظمات الإنسانية برغم كافة التحديات بوصفه “شريان الحياة لأهل غزة، إذ يسهم في توفير الاحتياجات الأساسية كالطعام والماء والرعاية الصحية ويحاول معالجة الأثر النفسي الكبير” للمنكوبين.
من ناحيته شدد سفير جمهورية جنوب أفريقيا بدولة قطر، غلام حسين أسمال، على أن هناك بعض الجرائم التي “لا يمن أن تكون حياديا إزاءها إما أن تكون معها أو ضدها بينما يكون الصمت في مواجهتها تواطؤا”.
ويضيف المسؤول الدبلوماسي الذي رفعت بلاده دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لجرائمها في غزة أن عدم رفض تلك الجرائم سيفسر من قبل الأجيال القادمة على أنه “تخل عن المهام الإنسانية الملقاة على عواتقنا”.
وتساءل: ما الذي يمكن أن نقوله لأبنائنا وأحفادنا غدا حينما يسألون: ما ذا فعلتم حين تعرض الأطفال والنساء والأبرياء للقتل؟ ما ذا فعلتم حينما تم انتهاك القوانين الدولية؟ وما ذا فعلتم حينما أصبح العمال الإنسانيون أهدافا للقتل؟”.
وعبر أسمال عن اعتقاده بأن تواطؤ بعض المؤسسات الإعلامية والمؤسسات والمنظمات الدولية أصبح “قيد المحاكمة”، لافتا إلى أهمية الإعلام الاجتماعي وما لعبه من دور بديل مهم في هذه الأزمة.
كما انتقد الأمم المتحدة “بمعاييرها المزدوجة” وخصوصا مجلس الأمن الدولي، وأكد على ضرورة إصلاح كامل للمنظمة الأممية.
أما الدكتور أشرف القدرة: الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة فتحدث عن “تصفية وجودية تامة” تقوم بها إسرائيل للعمل الصحي في غزة باستهدافها المتكرر لمستشفيات القطاع.
وذكّر بما عاناه ويعانيه القطاع الطبي في غزة على مدى عام كامل، مستعرضا سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات وخصوصا أقسام الولادة والخدج وسيارات الإسعاف، ومذكرا باعتراف إسرائيل لاحقا بأنها لم تجد أي شيء بمجمع الشفاء الطبي، وهو ما يؤكد على أن إسرائيل لا ترمي من كل ذلك إلا إلى القضاء على واحد من أهم أسباب الصمود في غزة وهو القطاع الصحي، وفق المسؤول الطبي.
وتضمنت الفعالية كذلك جلسة ناقشت التحديات التي يواجهها الصحفيون في تغطية الحرب على غزة، تحدث فيها الزميلان وائل الدحدوح وإسماعيل أبو عمر عما قاساه الصحفيون وعائلاتهم من قتل واستهداف وملاحقة من جانب إسرائيل. كما تضمنت عرضا لفلم عن استهداف الصحفيين أعده مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان.