يناقش الفيلم الذي أنتج عام 2014 موضوع المدنيين في الحروب من خلال حالة استخدام إسرائيل -خلال عدوانها المتكرر على قطاع غزة- المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية.
بدأ البحث في هذا الفيلم ربيع عام 2014 حول أوضاع سكان القطاع لكن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في 8/7/2014، حول التفكير في تطوير الحلقة باتجاه تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونتائجه.
خلال العدوان تكرر هذا العنوان في الصحف الإسرائيلية كون “المسلحين الفلسطينيين يختبئون خلف المدنيين في غزة”، دون وجود صور أو دلائل من أرض الواقع، وبدأ الخطاب وكأنه يهدف إلى تعزيز وتكريس صورة معينة للرأي العام محورها أن كل المدنيين الفلسطينيين هم دروع بشرية للمقاومة للفلسطينية.
في قطاع من الأكثر كثافة في العالم واستهدافه بالقصف في حد ذاته جريمة ضد المدنيين.
في هذا الفيلم نشاهد أن إسرائيل هي التي كانت تستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية ، حيث كانت قرية خزاعة المتاخمة للحدود مع إسرائيل مسرحاً لاستعمال عوائل بأكملها دروعا بشرية من طرف الجنود الإسرائيليين، وهم أفراد من عائلة النجار وقديح وأبو ريدة.
ولم يكن الأمر يقتصر على حالة أو اثنتين بل حالات عديدة استخدم فيها الجيش الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية لحماية جنوده خلال عملياته.
المزيد من القصص المؤلمة، منها: مسنة فلسطينية تبلغ من العمر 75 عاما، تم استخدامها درعا بشريا ولم يشفع لها وهن جسدها وتقدم عمرها.
تم تجميع الشهادات، ومراجعة المنشورات الإسرائيلية من خلال كم هائل ومنظم من الدعاية الإسرائيلية في تقديم وتكريس مفهوم أن كل الفلسطينيين المدنيين في غزة هم رهائن وظيفتهم حماية المسلحين كما صورتها آلة الدعاية الإسرائيلية، بينما الأمر على أرض الواقع كان على النقيض تماما، فما وثقه العمل هو استخدام الجنود الإسرائيليين للمدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية.
بل تعدى الأمر ذلك، فاتخذت إسرائيل بجنودها كل التجمعات السكنية الفلسطينية دروعا بشرية تحمي سياستها العدوانية على الأرض وأمام الرأي العام.
كان نتاج أشهر من العمل المكثف على هذا الوثائقي هو جمع شهادات لنماذج متعددة ممن استخدمهم الجيش الإسرائيلي دروعاً بشرية، وتحليل هذه النماذج وفقاً للقانون الدولي، من خلال محللين من الصف الأول في هذه القضية فلسطينيين وإسرائيليين، لنخرج بما يثبت تهمة استخدام المدنيين دروعاً بشرية من قبل الجيش الإسرائيلي، وهذه جريمة حرب، لا تسقط بالتقادم.
هذا الفيلم يشكل وثيقة للتاريخ، من خلال قصص شهود عيان تدين الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب، ونأمل أن تستخدمها المؤسسات الدولية للتحقيق والتعريف بما يرتكب من ظلم على أرض فلسطين.
رابط الفيلم على اليوتيوب: