أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن غضبه الشديد إزاء الهجوم الواسع الذي شنته قوات الدعم السريع الإثنين الماضي على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين المجاور لها في ولاية شمال دارفور في السودان.

وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 57 مدنياً بينهم 40 نازحاً في المخيم، وتحقق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في مزاعم عن عمليات إعدام بحق نازحين أثناء الهجوم.

وفي رده على أحداث الفاشر الأخيرة، قال المفوض الأممي: “ببالغ الأسى، نشهد مرة أخرى أهوالاً لا يمكن تصورها تلحق بالمدنيين في الفاشر، الذين عانوا من الحصار والهجمات المستمرة والظروف الإنسانية القاسية لأكثر من عام”.

وحذر تورك من تكرار أنماط الانتهاكات الخطيرة ذات الطابع العرقي، داعياً جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة، إلى جانب التوصل لاتفاقات هدنة إنسانية في المناطق المحاصرة لضمان وصول المساعدات.

وشدد تورك على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم، مؤكداً أن “المساءلة عنصر أساسي لكسر حلقة الانتهاكات المستمرة والفادحة”.

ويأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة هجمات استهدفت مخيمات النازحين في الفاشر ومحيطها، حيث تعرض مخيم أبو شوك منذ بداية العام وحتى نهاية يونيو لـ 16 هجوماً على الأقل، أودت بحياة أكثر من 212 نازحاً وأدت إلى إصابة 111 آخرين.

وكان موظفو المفوضية قد التقوا مؤخراً في شرق تشاد بأكثر من 150 ناجياً من هجمات أبريل، ونقلوا شهادات مروعة عن انتهاكات جسيمة ارتكبت بحق المدنيين خلال الهجوم على مخيم زمزم وفي أثناء فرارهم، تضمنت عمليات قتل واغتصاب جماعي وحالات اختفاء قسري وتعذيب، وسط غياب طرق آمنة للخروج من المدينة.