الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
تاريخ النشر: 06 أغسطس, 2023

استنكار حقوقي وجدل.. البرلمان العراقي يقاضي من “يسيء له ولأعضائه”

تاريخ النشر: 29 فبراير, 2024
رئيس البرلمان بالنيابة وجه الدائرة القانونية بمجلس النواب بمقاضاة أي مؤسسة أو فرد يسيء للمؤسسة التشريعية (رويترز)

رئيس البرلمان بالنيابة وجه الدائرة القانونية بمجلس النواب بمقاضاة أي مؤسسة أو فرد يسيء للمؤسسة التشريعية (رويترز)

 أثار توجيه رئيس البرلمان العراقي بالنيابة محسن المندلاوي بإقامة دعوى قضائية على أي مؤسسة أو فرد يسيء للمؤسسة التشريعية والأعضاء، جدلا واسعا واستنكارا حقوقيا.

ووصف مدونون القرار بأنه “دكتاتوري” ويتعارض مع الحق في حرية التعبير، وعبرت منظمات حقوقية عن مخاوفها من أنه يقوض الديمقراطية.

ووجه المندلاوي يوم الثلاثاء الدائرة القانونية في مجلس النواب العراقي بإقامة دعوى قضائية على أي مؤسسة أو فرد يسيء للمؤسسة التشريعية وأعضاء المجلس، وشدد على أن المجلس سيستدعي أي جهة تعرقل المهام الرقابية للنواب.

ووصف المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في بيان مشترك مع تحالف الدفاع عن حرية التعبير، توجيه رئيس مجلس النواب بالنيابة بأنه “خطير للغاية”؛ لكونه يستخدم مفردة فضفاضة ومطاطية: “الإساءة”، ويمكن استخدامها ضد كل شخص ينتقد أو يعبر عن رأي لا يعجب المتنفذين، وفقا للبيان.

ورأى المرصد التوجيه خرقا دستوريا كبيرا للمادة 38 من الدستور وإشارة واضحة إلى وجود محاولات ممنهجة لتقويض حرية التعبير عن الرأي، منوها إلى أن حملات التشهير التي تقوم بها قوى سياسية ضد أصحاب الرأي والصحفيين لا يمكن اعتبارها إلا “محاولات تهدد أسس الديمقراطية”.

وأعرب مركز نخيل للحقوق والحريات الصحفية عن قلقه من المضايقات وتقييد الحريات المتبعة من رئاسة مجلس النواب ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية تحت ذريعة “الإساءة للنواب”، لافتا إلى أن دور رئاسة البرلمان هو تشريع القوانين ومتابعة المعطل منها بدل ملاحقة الصحفيين والبرامج التلفزيونية والتضييق على حرية الرأي والتعبير.

وعبر منصات التواصل، عبّر مدونون عن قلقهم من استمرار خنق الحريات في البلاد، حيث قال المراقب عصام حسين في تدوينة عبر “إكس”: “مجلس الشعب يوصي الدائرة القانونية برفع دعاوى قضائية على الشعب، أنتم متأكدين هذه حقبة الخدمات لو حقبة الدعاوي القضائية لملاحقة أصحاب الرأي؟”.

وتساءلت الإعلامية زينب ربيع، “وين رايحين بالعراق إلى أي الدكتاتوريات؟”، فيما وجهت الصحفية رشا العزاوي تساؤلا لمجلس النواب قائلة، “من يحدد ما هي الإساءة؟ وما تعريفكم لها؟”، بينما رأى الباحث مجاهد الطائي أن السلطات انشغلت بملاحقة أصحاب الرأي بدلا من قضايا وأزمات البلاد.

وقال وزير الكهرباء الأسبق لؤي الخطيب، “نصيحتي لكل مسؤول حكومي قبل التصدي للمواقع العليا أن يتحمل عتب العامة من الناس والتحلي بسعة الصدر تفاديا لاستخدام أدوات الدكتاتورية في ملاحقة المنتقدين من العامة، النظام الديمقراطي في العراق على المحك ولا يزال يحبو بطيئا إذ يحتل العراق المرتبة 128 عالميا من أصل 165 دولة بمؤشر الديمقراطية لعام 2023 متجها نحو نظام استبدادي دكتاتوري بحسب التقرير”.

وتابع الخطيب، “حرية الرأي ضمانة دستورية للمواطن، يجب أن لا تناقض بموروثات النظام البائد من قوانين نافذة وعلى مجلس النواب الموقر أن يسرع بتعديلها حفاظا على مستقبل الديمقراطية وأمانا للشعب والوافدين والمستثمرين ومن واجب النظام السياسي الحاكم أن يعمل جاهدا على تحسين صورة العراق في منظور المجتمع الدولي والمؤشرات العالمية”.

ويأتي توجيه المندلاوي في وقت يشكو صحفيون ومدونون من تراجع سقف الحريات في العراق وتوجه بعض السلطات في الدولة لمواجهة ما تصفها بالابتزاز السياسي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مما شكل حالة من الغضب لدى نخبة الرأي العام من محاولات ممنهجة لتقويض حرية التعبير عن الرأي.

 

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع