توالت الإدانات العربية والدولية، اليوم الثلاثاء، على خلفية الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأدت إلى استشهاد خمسة صحافيين وعشرات الضحايا من المدنيين والعاملين في القطاع الطبي.

وأكدت جامعة الدول العربية في بيانها أن هذه المجزرة ليست سوى حلقة في مسلسل متواصل لاستهداف المدنيين والصحفيين في غزة، مشيرةً إلى مقتل عشرات الإعلاميين منذ بدء الحرب، في محاولة “لإسكات أي صوت ينقل حقيقة ما يجري في القطاع المحاصر”.

وأعربت دولة قطر عن رفضها القاطع للهجوم، واعتبرته حلقة جديدة في سلسلة الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مطالبة بتحرك عاجل من المجتمع الدولي لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجالين الطبي والإعلامي، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب بحق مرتكبي هذه الفظائع.

من جانبها، شددت كل من السعودية والكويت والأردن على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وضرورة توفير الحماية للطواقم الإنسانية.

وفي الأمم المتحدة، دان الأمين العام أنطونيو غوتيريش استشهاد المدنيين في قصف مجمع ناصر، ودعا إلى تحقيق سريع ونزيه، مشددًا على ضرورة احترام وحماية الطواقم الطبية والصحفيين. وحذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أن قتل الصحفيين يجب أن يدفع العالم إلى التحرك للمساءلة، وليس إلى الصمت.

كما دانت إيران القصف ووصفته بأنه “جريمة حرب همجية” في سياق سياسة الإبادة والتطهير، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين والصحفيين والحق في نقل الحقيقة، ووصفت ألمانيا الهجوم بأنه “صادم”، مؤكدةً المطالبة المتكررة بحماية الصحفيين في غزة، كما طالبت بريطانيا وإسبانيا بتحقيق مستقل ووقف فوري لإطلاق النار.

وعبرت هيئات حقوقية وجمعيات صحفية دولية عن قلقها من تصاعد استهداف الصحفيين في غزة، إذ تشير الإحصاءات إلى استشهاد أكثر من 200 صحفي منذ بداية العدوان، في ظل منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع وصعوبة توثيق الحقائق ميدانيًا.

وتأتي هذه الإدانات إثر تفاقم الأزمة الإنسانية، واستمرار الحصار على غزة، وارتفاع أعداد الضحايا إلى أكثر من 62 ألف شهيد أغلبهم من المدنيين، وسط مشاهد لمجاعة تتفاقم ومعاناة للجرحى والعائلات، وتردد المطالبات بتكثيف الجهود الإنسانية لإيصال المساعدات ووقف الانتهاكات وحماية العاملين في القطاعات الطبية والإعلامية.