دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي) مالطا إلى إسقاط قضية ضد ثلاثة فتيان هاجروا من غرب أفريقيا عبر ليبيا، وقاموا بالوساطة لإنقاذ أكثر من 100 شخص آخرين عبر سفينة شحن تدعى إل هيبلو.
وجاء نداء المنظمة بعد أن قضت محكمة الاستئناف في مالطا، أمس الأربعاء، بأن البلاد لديها السلطة القضائية على القضية، مما يعني وفق المنظمة “أن المحكمة الجنائية في مالطا ستستمر في الاستماع إليها”.
ورأت إليزا دي بييري، الباحثة الإقليمية في منظمة العفو الدولية، أن “القرار مخيب للآمال وفرصة ضائعة لوضع حد لمحنة كل من عبد الله وعمارة وقادر، الذين تخوفوا من إعادتهم إلى ليبيا بشكل غير قانوني”.
وأضافت دي بييري أن “هذه القضية شابها انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك احتجاز الأطفال في مرافق للبالغين، ومحاكمتهم في محاكم البالغين والفشل في استدعاء شهود رئيسيين للإدلاء بشهاداتهم وتوفير الترجمة الكافية”.
وأكدت أنه “لم يكن ينبغي أبدًا تقديم القضية للمحاكمة في المقام الأول”. وشددت على أن “الوقت قد حان لوضع حد لهذه المهزلة القضائية حتى يتمكن الثلاثة من مواصلة حياتهم”.
وفي مارس/آذار 2019، “هاجر ثلاثة مراهقين من ساحل العاج وغينيا (تبلغ أعمارهم 15، و16، و19) مع 108 أشخاص آخرين على متن زورق مطاطي مكتظ مر عبر ليبيا نحو أوروبا”، وفق أمنستي.
وذكرت المنظمة أن سفينة شحن تدعى إل هيبلو قامت بإنقاذ المهاجرين بعد أن بدأ الزورق يفرغ من الهواء.
“وفي خطوة من شأنها أن تنتهك القانون الدولي”، حسب وصف المنظمة، حاول قبطان السفينة إعادة المهاجرين إلى ليبيا، رغم أنه يترتب على القباطنة أخذ أولئك الذين ينقذونهم في عرض البحر إلى وجهة آمنة كواجب قانوني.
وعقب وصول السفينة في نهاية المطاف إلى مالطا في 28 مارس/آذار 2019، ألقت السلطات المالطية القبض على الفتيان الثلاثة، زاعمةً أنهم ضغطوا على طاقم السفينة لتغيير مسارها، ووجهت إليهم تهما بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم أخرى، حسب المنظمة.
وبحسب العديد من شهادات طالبي اللجوء الذين كانوا على متن السفينة في ذلك الحين، للمنظمة، “حاول الثلاثة تهدئة الأشخاص المرعوبين وعملوا كمترجمين بين طاقم السفينة والأشخاص الذين أُنقذوا”.
وخلصت أمنستي إلى أن هذه القضية تمثل “كل ما هو خاطئ في سياسات الهجرة” التي تنتهجها مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في وسط البحر الأبيض المتوسط.
ووصفت إساءة استخدام مالطا لنظام العدالة الجنائية لردع الناس عن محاولة البحث عن الأمان في أوروبا بالأمر “غير المقبول”.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع