الحريات العامة وحقوق الإنسان

الحريات العامة وحقوق الإنسان

القائمة البريدية
06 أغسطس, 2023

أمنستي تدعو إسرائيل لإلغاء أمر التهجير الجماعي “الوحشي وغير المشروع” لسكان مدينة غزة

11 سبتمبر, 2025
فلسطينون يفرون يوم أمس عبر شارع الرشيد بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة (الأناضول)

فلسطينون يفرون يوم أمس عبر شارع الرشيد بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية على شمال غزة (الأناضول)

دعت منظمة العفو الدولية إسرائيل إلى الإلغاء الفوري لأمر التهجير القسري الجماعي الذي أصدرته بحق سكان مدينة غزة يوم 9 سبتمبر/أيلول، مما يفاقم من معاناة المدنيين “وسط الإبادة الجماعية المستمرة”. 

ووصفت المنظمة الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي الثلاثاء بتهجير جماعي لسكان مدينة غزة بأنه “وحشي وغير مشروع، ويفاقم من ظروف حياة الإبادة التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين”.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إن الأمر يجدد المعاناة لمئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة غزة الذين يعانون منذ ما يقارب عامين قصفا لا هوادة فيه وتجويعا وإجبارا على العيش في مخيمات مؤقتة أو الاحتماء في مبانٍ مكتظة.

وذكّرت المنظمة بأنها أكدت مرارا وبشكل لا لبس فيه أن دفع الفلسطينيين إلى النزوح قسرا داخل قطاع غزة أو ترحيلهم إلى خارجه يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ويرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

قصص مروعة

وأشارت إلى أنها جمعت شهادات مروّعة من السكان وطواقم عمل الرعاية الصحية عقب صدور الأمر. وأوضحت أن بعضهم كان يحاول الفرار جنوبا منذ أن بدأت إسرائيل بقصف الأبراج السكنية المرتفعة يوم الجمعة الماضي، لكنهم لم يتمكنوا بسبب عجزهم عن دفع تكاليف النقل، أو لأن المساحة الضيقة التي خصصتها إسرائيل للإخلاء غير صالحة للسكن.

وقالت إحدى العاملات في مجال الرعاية الصحية، ممن يعالجن أطفالا يعانون من سوء التغذية، لمنظمة العفو الدولية: “لا أريد أن أترك مرضاي، هؤلاء الأطفال الصغار الذين لا تقوى أجسادهم الهزيلة على تحمّل نزوح قسري جديد، لكنني لا أعرف ما الذي يمكنني فعله. الأمر أشبه بالاختيار بين موتين: الموت تحت القصف، أو موت بطيء في رحلة نزوح، لا نعرف إلى أين ستقودنا”.

وأضافت “لقد نزحت قسرا 15 مرة من قبل؛ لم تغمض لي عين طوال الليالي الماضية بسبب القصف العنيف من حولنا. وما زلنا نحاول الذهاب إلى عملنا لمعالجة الأطفال، لكننا منهارون”.

وقالت امرأة كبيرة السن معاقة تقيم في مخيم مؤقت للنازحين في حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة، لمنظمة العفو الدولية: “أُرغمنا على النزوح من الشيخ رضوان منذ ثلاثة أسابيع؛ اضطر ابني لحملي على كتفيه لأنني لا أملك كرسيا متحركًا، ولم تكن وسائل النقل قادرة على الوصول إلى منطقتنا. والآن يُطلب منا الإخلاء من جديد. إلى أين نذهب؟”.

ولفتت إلى أن تكلفة الوصول إلى الجنوب ألف يورو، وثمن الخيمة وحده 800 يورو، “ولا نعلم إن كنا سنجد حتى قطعة أرض لننصب خيمتنا عليها. لقد أنفقنا كل مدّخراتنا لننجو خلال هذه الحرب، باحثين عن الغذاء ومقومات الحياة الأساسية. كل يوم يبدو وكأن الحرب تبدأ من جديد، لكن بصورة أسوأ. لقد استُنزفنا تماما، ولم تعد لدينا الإرادة ولا القوة على الاستمرار.

وقالت جدة ترعى حفيدتها المصابة البالغة من العمر ثماني سنوات، والتي قتل والداها في غارة جوية في مايو/أيار الماضي: “هي كل ما تبقى لي، وفعلت كل ما بوسعي لحمايتها. أُرغمنا على النزوح قسرًا مرتين خلال الأسبوع الماضي. لا نملك وسيلة للذهاب إلى الجنوب، وسئمنا من إجبارنا على عيش هذا العذاب مرارا وتكرارا.

وأبدت المنظمة حسرتها على مدينة غزة “التي تملك إرثا عريقا يعود لآلاف السنين”، والتي يبدو جليا، بحسبها، أن إسرائيل ماضية في تنفيذ هدفها بتدميرها وبالتدمير المادي للوجود الفلسطيني في قطاع غزة عموما.

وأضافت أنه من غير المقبول أخلاقيا أن تواصل الدول ذات النفوذ تزويد إسرائيل بالسلاح والدعم الدبلوماسي لتدمير حياة الفلسطينيين.

  • الأكـثر مشاهـدة
  • الـشائـع