حذّرت شبكة أطباء السودان، اليوم الثلاثاء، من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في ظل انهيار المنظومة الصحية بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع ونفاد الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة في المستشفيات.

وأكدت الشبكة، في بيان لها، أن آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال ومسنون، يواجهون خطر الموت نتيجة غياب العلاج، وتصاعد أعداد الإصابات والأمراض، مع عجز الطواقم الطبية عن تلبية الاحتياجات في ظل ظروف قاسية وإمكانات شبه معدومة.

ودعت شبكة أطباء السودان إلى ضرورة تدخل فوري من المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية وفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول الإمدادات دون عراقيل، مطالبة أيضاً بدعم الكوادر الطبية التي تواصل العمل رغم ظروف الحصار والتهديدات المستمرة.

وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الصحي في الفاشر وما يترتب عليه من وفيات ومعاناة إنسانية، مشددة على أن حماية حياة المدنيين تمثل قيمة حقوقية لا تحتمل أي تأخير أو تهاون، وأن الاستجابة العاجلة لمطالب توفير الدواء والغذاء هي ضرورة إنسانية ملحّة.

وتعاني مدينة الفاشر، في شمال دارفور، حصاراً خانقاً منذ مايو/أيار من العام الماضي، وسط أوضاع مأساوية يعيشها نحو 300 ألف مدني، في ظل تصاعد الصراع الدموي في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتعرض نصف السكان لخطر الجوع وفق تقديرات أممية.