اتهمت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية، سليمى إسحاق، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة مروعة في مدينة الفاشر قتل فيها نحو 300 امرأة وتعرضت 25 أخريات للاغتصاب خلال يومين فقط، في سياق ما وصفته بـ”تطهير عرقي ممنهج”.

ووصفت الوزيرة ما حدث في الفاشر بأنه يوازي أحداث مدينة الجنينة عام 2023، حين قتل ما بين 10 إلى 15 ألف شخص في أعمال عنف عرقية، بحسب تقارير أممية، متهمة “الدعم السريع” وميليشيات متحالفة معها بارتكاب تلك الجرائم.

وأشارت الوزيرة إلى أن قوات الدعم السريع تتبع نهجا منظما في “توثيق الجرائم”، حيث أصبح التصوير ونشر الفظائع أداة لإخضاع المدنيين وإظهار “الانتصار”، موضحة أن التوثيق تحول إلى “سلاح نفسي” لفرض السيطرة وبث الرعب.

وأكدت إسحاق أن العنف الجنسي والتعذيب والقتل أصبح جزءا من أدوات الإخضاع لدى قوات الدعم السريع في الفاشر، مشيرة إلى غياب الحماية عن النساء والفتيات وحتى الأطفال، وأن “كل النساء معرضات للعنف الجنسي والقتل والتعذيب، وهناك شهادات عن اغتصاب صحفيات وقتل بعض الضحايا بعد تعذيبهن”.

ولفتت إلى أن المدنيين الذين حاولوا الفرار عبر ما يسمى “طريق الموت” الرابط بين الفاشر وبلدة طويلة واجهوا القتل والسحل، وأن آلاف الأسر وصلت للنجاة في طويلة مرهقة وجائعة بعدما قطعت مسافات طويلة سيراً على الأقدام بلا ماء أو طعام، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وحذرت الوزيرة من أن استمرار سيطرة الدعم السريع على الفاشر ودارفور يهدد حياة المدنيين ويكرس واقع التطهير العرقي، منتقدة “خذلان” المجتمع الدولي وصمته أمام هذه الجرائم، وداعية أصحاب الضمائر الحية للتحرك.

وأكدت إسحاق أن الحكومة السودانية تعمل مع المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات للنازحين رغم المخاطر، مشيرة إلى تعرض متطوعي الهلال الأحمر للقتل أثناء أداء مهامهم في مناطق النزاع.

وفي وقت سابق السبت، قدّم السودان إحاطة للمفوضية السامية الأممية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية في جنيف، عن الفظائع والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها الدعم السريع في الفاشر.