غوتيريش: حقوق الإنسان على المحك وتتعرض للخنق واحدا تلو الآخر

غوتيريش طالب بتجنب استئناف الأعمال العدائية في غزة بأي ثمن (الفرنسية)
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن حقوق الإنسان “تُخنق واحدا تلو الآخر” عبر العالم، جراء الحروب التي تحرم الناس من الحق في الغذاء والماء والتعليم، وبسبب “انتشار المستبدين ودعاة الحرب والنظام الذكوري”.
ورأى غوتيريش أن “حقوق الإنسان على المحك وتتعرض لضربات قاسية”، مما يمثل “تهديدا مباشرا” لجميع الآليات والأنظمة التي تم اكتسابها “بشق الأنفس” والتي أنشئت على مدى السنوات الثمانين الماضية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان.
وأشار غوتيريش، خلال كلمته في افتتاح الدورة العادية الـ58 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلى ما تسببه الصراعات من انتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع، وأكد أن الانتهاكات ارتفعت بشكل كبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حيث شهدت غزة مستويات “لا تطاق” من الموت والدمار.
وعبر المسؤول الأممي عن “قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة من قبل المستوطنين الإسرائيليين والانتهاكات الأخرى، فضلا عن دعوات الضم.
وقال: “نحن نشهد وقف إطلاق نار هشا، يجب علينا تجنب استئناف الأعمال العدائية بأي ثمن، لقد عانى أهل غزة الكثير بالفعل”.
كما شدد غوتيريش على أنه حان الوقت لوقف إطلاق النار الدائم، والتقدم الذي لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن تكون غزة جزء لا يتجزأ منها.
وبشأن الحرب في السودان، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن “سفك الدماء والنزوح والمجاعة تغمر البلاد”.
ودعا جميع الأطراف المتحاربة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين، ودعم حقوق الإنسان، ووقف الأعمال العدائية وإحلال السلام، مشددا على ضرورة السماح لآليات مراقبة حقوق الإنسان والتحقيق المحلية والدولية بتوثيق ما يحدث على الأرض.
ولفت غوتيريش، خلال كلمته، إلى أن دورة مجلس حقوق الإنسان تأتي “تحت وطأة حدث قاتم” في إشارة إلى الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أنها “انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، حيث قُتِل أكثر من 12 ألفا و600 مدني وأصيب العديد غيرهم، وتحولت مجتمعات بأكملها إلى أنقاض، ودمرت مستشفيات ومدارس”.
وقال المسؤول الأممي إنه “يجب عدم ادخار أي جهد لإنهاء هذا الصراع، وتحقيق سلام عادل ودائم يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وعن الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، رأى أنه حان الوقت للدبلوماسية والحوار ولإسكات الأسلحة.
وتحدث غوتيريش كذلك عن “حقوق الإنسان من خلال العمل المناخي”، وأشار إلى أن العام الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق.
وتطرق الأمين العام كذلك إلى “حقوق الإنسان من خلال حوكمة أقوى وأفضل للتكنولوجيا”، مضيفا أنه مع توسع التكنولوجيات السريعة الحركة في كل جانب من جوانب حياتنا، “أشعر بقلق عميق إزاء تقويض حقوق الإنسان”.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام في أفضل حالاتها تشكل أرضية لقاء للناس لتبادل الأفكار وإثارة النقاش المحترم، ولكنها يمكن أن تكون أيضا “ساحة للقتال العنيف والجهل الصارخ”.
من جهته، رأى رئيس مجلس حقوق الإنسان، يورغ لاوبر، أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يرتقي إلى مستوى التحدي، وأكد أن “حقوق الإنسان ليست اختيارية، بل إنها ضرورية للسلام والأمن والتنمية”.
أما فيليمون يانغ، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فنبه إلى أن العالم “يواجه تحديات عالمية خطيرة ويشهد انحدارا حادا في حقوق الإنسان، مع تزايد الانتهاكات وتجاهل القانون الإنساني الدولي في كثير من الأحيان”.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع