أطباء بلا حدود توثق فظائع جماعية بدارفور وتحذر من كارثة إنسانية

المنظمة دعت لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وواسع النطاق لسكان دارفور (رويترز)
حذرت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير صدر اليوم الخميس من تصاعد الفظائع الجماعية بحق المدنيين في مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور.
وداعت جميع أطراف النزاع في السودان إلى وقف أعمال العنف العشوائية والاستهداف القائم على الخلفية العرقية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وواسع النطاق.
ووثق التقرير، الذي جاء بعنوان “محاصرون وجوعى تحت وطأة الهجمات: فظائع جماعية في الفاشر وزمزم بالسودان”، أنماطا ممنهجة من العنف شملت القتل الجماعي، والنهب، والعنف الجنسي، والاختطاف، والتجويع، فضلًا عن هجمات استهدفت الأسواق والمرافق الصحية والبنى التحتية الحيوية.
وأكدت المنظمة، استنادًا إلى أكثر من 80 مقابلة مع نازحين ومرضى وفرق طبية، أجريت بين مايو/أيار 2024 ومايو/أيار 2025، أن السكان المدنيين كانوا ضحايا رئيسيين لانتهاكات جسيمة شملت استهدافًا مباشرًا من قوات الدعم السريع وحلفائها، لاسيما ضد من ينتمون لمجموعات عرقية بعينها مثل الزغاوة.
وأوردت شهادات مروعة عن عمليات قتل على الهوية، ومنع سكان من الخروج أو العبور، لاسيما الرجال والفتيان فوق سن الـ15، إلى جانب أعمال عنف جنسي وتنكيل بالنساء والفتيات.
وأشار التقرير إلى هجوم بري واسع شنته قوات الدعم السريع وحلفاؤها في أبريل/نيسان الماضي على مخيم زمزم، مما أجبر نحو 400 ألف شخص على الفرار خلال أقل من ثلاثة أسابيع في ظروف إنسانية قاسية. واضطر معظم النازحين إلى الاحتماء بمدينة الفاشر، حيث باتوا محاصرين ومحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، وتعرضوا لهجمات جديدة. وتمكن عشرات الآلاف فقط من الفرار إلى مناطق نائية أو مخيمات في تشاد.
كما وثقت أطباء بلا حدود فرض حصار خانق على مدينة الفاشر ومخيم زمزم منذ مايو/أيار 2024، مما تسبب في شلل الاستجابة الإنسانية وتفاقم المجاعة ونقص المياه والدواء، وانعدام الوقود اللازم لتشغيل الآبار، وسط ارتفاع أسعار الماء بشكل حاد.

وسُجلت حالات وفاة عديدة بين الأطفال نتيجة سوء التغذية الحاد، بينما لجأ السكان إلى تناول بقايا طعام تُستخدم عادة علفا للحيوانات.
ووثق التقرير أيضا هجمات متكررة على المرافق الصحية، مما اضطر أطباء بلا حدود إلى وقف أنشطتها الطبية في الفاشر منذ أغسطس/آب 2024، وفي مخيم زمزم منذ فبراير/شباط 2025، بعد تعرض المنشآت الصحية لعشرات حوادث القصف أو إطلاق النار من مختلف أطراف النزاع.
كما أشار التقرير إلى ما خلفته الغارات الجوية العشوائية للجيش السوداني، التي تسببت بخسائر كبيرة بين المدنيين. ونقل شهادات عن نساء ورجال فقدوا ذويهم أو اضطروا للمجازفة بحياتهم للهرب، في حين بقي آلاف آخرون عالقين أو مهددين بالموت.
وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد من تكرار السيناريو الدموي الذي شهدته قبيلة المساليت بغرب دارفور العام الماضي، داعية إلى وقف العنف العرقي بشكل فوري.
وقالت ماتيلد سيمون، مستشارة الشؤون الإنسانية في أطباء بلا حدود: “شعرنا بأن من واجبنا توثيق هذا النمط المتواصل من العنف الذي يُشنّ بلا هوادة، مدمّرًا حياة عدد لا يُحصى من الناس وسط لامبالاة وتقاعس دولي”.
وطالبت أطباء بلا حدود بضرورة التزام جميع أطراف النزاع بقواعد القانون الدولي الإنساني وتجنيب المدنيين ويلات الحرب، ورفع الحصار فورًا عن الفاشر وضمان ممرات آمنة للفارين، بما يسمح بوصول المنظمات الإنسانية للمناطق المحاصرة دون عوائق.
كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الداعمة لأطراف النزاع إلى التحرك العاجل وممارسة ضغوط جادة لوقف الفظائع الجماعية في شمال دارفور، مشددة على أن الوقت يوشك أن ينفد في ظل استمرار دوامة الموت والمعاناة الجماعية في الإقليم.
- الأكـثر مشاهـدة
- الـشائـع